وقال ابن حجر في فتح الباري ( 1 / 112 ) : ( قال القرطبي : علامات الساعة على قسمين : ما يكون من نوع المعتاد أو غيره . والمذكور هنا الأول ، وأما الغير مثل طلوع الشمس من مغربها فتلك مقاربة لها أو مضايقة ) . وقال في فتح الباري ( 6 / 199 ) عن استفاضة المال المتقدم : ( قوله : ثم استفاضة المال ، أي كثرته ، وظهرت في خلافة عثمان عند تلك الفتوح العظيمة . والفتنة المشار إليها افتتحت بقتل عثمان واستمرت الفتن بعده ) . وعندما يفسر إمام كبير عندهم مثل ابن حجر العسقلاني أحاديث علامات الساعة بعصر عثمان ، فقد شهد بأن أحاديثها لا تقصد معناها الطبيعي ! ولا ينفع فيها بعد ذلك قول التفتازاني في شرح المقاصد ( 2 / 309 ) : ( وذكر في حديث آخر من علامات الساعة أن تظهر الأصوات في المساجد ، وأن يسود القبيلة فاسقهم ، وأن يكون زعيم القوم أرذلهم ، وأن يكرم الرجل مخافة شره . وبالجملة فالأحاديث في هذا الباب كثيرة ، رواها العدول الثقاة وصححها المحدثون الأثبات ، ولا يمتنع حملها على ظواهرها عند أهل الشريعة ، لأن المعاني المذكورة أمور ممكنة عقلاً ) . فمهما كانت هذه الأحاديث صحيحة ، فإن أحداثها ليست علامات للقيامة ، إلا ما ثبت اتصاله بها ، وهو قليل جداً . 4 . والنتيجة : أن العلامات المتصلة بقيام الساعة ، قليلة جداً ، منها في مصادر السنيين نار عدن التي تسوق الناس إلى المحشر ، لكنها علامة للمحشر وهو بعد النفخة الثانية ، والقيامة تبدأ بالأولى . ومنها : حديث الريح الطيبة التي تقبض أرواح المؤمنين قبل القيامة ، فلا يبقى إلا الأشرار فتقوم القيامة عليهم .