( 4 ) بقية أحاديث علامات الساعة 1 . توجد أحاديث عديدة تذكر أن الشئ الفلاني من علامات الساعة ، أو أنه لا بد أن يقع قبل أن تقوم الساعة . وكثير منها مراسيل أو ضعيفة السند ، والصحيح منها قد يقصد حتمية وقوع هذا الشئ ، ولا يقصد أن الساعة ستقوم بعده مباشرة . فقد كان بعض الناس يتصورون قرب القيامة فيجابون بأنه لا بد أن يقع قبلها الحدث الفلاني والفلاني ، وأن تكثر الفتن والمعاصي ، وأن يعق الرجل أبويه ، وترفع الأمانة ، ويتباهى الناس بالبنيان . . الخ . وكمثال : حديث عبد الله بن عمر : ( قال رسول الله ( ص ) : لا تقوم الساعة حتى يخرج المهدي من ولدي ) . ( الإرشاد : 2 / 371 ) لا يقصد به أن الساعة تكون بعده مباشرة ، بل يقصد أنه حتمي قبل يوم القيامة . وحديث البخاري ( 2 / 22 ) : ( لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ، وتكثر الزلازل ، ويتقارب الزمان ، وتظهر الفتن ، ويكثر الهرج وهو القتل القتل ، وحتى يكثر فيكم المال فيفيض ) . فليس فيه شئ من علامات القيامة القريبة ، فقد قبض العلم بوفاة النبي ( ص ) ثم قبض العلم بإعراض السلطة عن مدينة علم النبي ( ص ) واعتمادها على أصحاب الظنون ، الذين ملؤوا أذهان المسلمين ومصادرهم بظنونهم . وكثرة الزلازل والفتن والقتل موجودة في كل عصر ، ولا يمكن ضبط ما هو العلامة منها . وكذا تقارب الزمان وشعور الناس بسرعة مضي أيامه وسنينه . وأما فيض المال حتى يعرض المسلم زكاة ماله فلا يجد من يأخذه ، فهو خاص بعصر المهدي ( عليه السلام ) وهو قبل القيامة بكثير .