حتى يأتي يأجوج ومأجوج ، عراض الوجوه صغار العيون ، شهب الشعاف ، من كل حدب ينسلون ، كأن وجوههم المجان المطرقة ) . ومعنى شُهْبُ الشِّعَاف : صُفْرُ الرؤوس . ووجوههم مُبَقَّعَة كأنها تِرْسُ حديدٍ مُبَقَّع من طرق الحداد . وهذه صفة المغول الذين غزوا بلادنا في القرن السابع . وقال البخاري ( 8 / 88 ) : ( استيقظ النبي ( ص ) من النوم محمراً وجهه يقول : لا إله إلا الله ، وَيْلٌ للعرب من شر قد اقترب ! فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه . وعقد سفيان تسعين أو مائة . قيل : أنهلكُ وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث ) . ورواه أيضاً في : 4 / 176 وفي : 4 / 109 ، عن أم حبيبة بنت أبي سفيان وكأنها تطبقه على قتل عثمان ، لكن أبا هريرة طبقه على غَلَمَة قريش الذين تهلك الأمة بأيديهم ! ونحوه أيضاً ( 4 / 109 ، و 176 ، و : 8 / 104 عن زينب بنت جحش أن النبي ( ص ) دخل عليها فزعاً يقول . . ) . أقول : معنى عقد تسعين أو مئة ، أي بأصابعه بحساب العقود ، وهي عقود أصابع اليد ، وله أصول ، ذكرها في هامش البحار : 53 / 193 . وقد أكثَرَ المفسرون والمحدثون والمؤرخون من الكلام حول يأجوج ومأجوج ، ونوعهم ، ومكانهم ، وسد ذي القرنين أمامهم ، ومعنى كسرهم للسد ومجيئهم إلى الأرض قرب القيامة . ومصادره الإسرائيليات وموروثات الشعوب الأخرى . ومن الواضح أنها روايات ظنية وأقل من ظنية ، وأكثرها لا يمكن تطبيقه على الآيات ، فتسقط عن الفائدة ، بل تسقط عن القيمة العلمية ، لأن الآيات يقين . ومن الواضح أن القيمة العلمية في مثل قضية يأجوج ، تنحصر بالكشوف المادية الحسية التي توجب اليقين ، أو بكلام المعصوم المفتوح له نافذة على الغيب توجب اليقين . ودرجة اليقين في كلام المعصوم ، أعلى من درجة الحس والمشاهدة .