فقالت : لا ، الرحمن الرحيم لا يعذبني على هذا الفعل ، ودمعت عيناها ، أنا لا أقتل أحداً ولا نفسي ، وإنما أنهي عذابي . قلت لها : تقولين إنك خائفة ، وأنت ذاهبة إلى الرحمن الرحيم فكيف تخافين ؟ قالت : كلامك صحيح ، لست خائفة ، واستبشرت ، وظهر عليها السرور . ثم أمرت أن يدخل زوارها فدخلوا ، فكلمتهم وهي مسرورة مشرقة بالنور ، فقال بعضهم : لقد سحرها أحمد ! وما لبثت بعدها أن فارقت الحياة رحمها الله . ( 6 ) القيمة العلمية لكلام المعصومين ؟ كن مثلي يا صاحبي ، واشكر خالقك على نعمة العقل ، الذي يوصلك بيقينياته إلى المعصومين ، المفتوح لهم نوافذ على الغيب ، واستمع إليهم ( عليهم السلام ) وهم يحدثونك من أين أتيت ، وكيف أتيت ، والى أين أنت ذاهب . إن الكلمة من معصوم أكثر مصداقية من كتاب لعالم غربي أو شرقي ، لأن المعصوم ( عليه السلام ) يتكلم بما أخبره به خالق الكون ومديره ، فهو حقيقة موضوعية لا يرقى إلى مستواها كلام عالم يفكر ويحلل ويتصور ويحكم . وليكن يقينك بها أشد من يقينك بما تسمع بأذنك ، أو ترى بعينيك . تَعَلَّم من إمامك علي ( عليه السلام ) يقول : ( أخبرني رسول الله ( ص ) بما الأمة صانعة بي بعده ، فلم أكُ بما صنعوا حين عاينته ، بأعلم مني ولا أشد يقيناً مني به قبل ذلك ، بل أنا بقول رسول الله ( ص ) أشد يقيناً مني بما عاينت وشهدت ) . ( كتاب سليم بن قيس / 215 ) . إنه يقول لك : إن وسائط الوحي وأجهزته ، أكثر دقة من أجهزة حواسك المادية . فإن كنت تؤمن بالحقائق العلمية التجريبية لأنها حقائق محسوسة ، تملك السند