( 4 ) العلاقة بين الميت وأهل الدنيا يتميز فقه أهل البيت ( عليهم السلام ) بأنه يعتقد أن الخط مفتوح بيننا وبين الميت ، وحسابه مفتوح في فترة البرزخ ، فيمكن لمن يعيش في الدنيا أن يعمل أي عمل ويهدي ثوابه إلى الميت ، ويصل ثوابه إليه ويأنس به ، ويؤثر في غفران سيئاته ، وزيادة حسناته ، ورفع درجاته . قال المحقق الحلي ( قدس سره ) في المعتبر ( 1 / 340 ) : ( مسألة : كل ما يفعله الحي من القُرَب يجوز أن يجعل ثوابها للميت ، لما روي عن النبي ( ص ) أنه قال لعمرو بن العاص : لو كان أبوك مسلماً فأعتقتم عنه ، أو تصدقتم عنه ، أو حججتم عنه ، بلغه ذلك ) . ومن طريق الأصحاب ما رواه عمر بن يزيد عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : يُصَلَّى عن الميت ؟ فقال : نعم ، حتى أنه يكون في ضيق فتوسع عليه ويقال له خفف عنك بصلاة أخيك عنك . وقال ( عليه السلام ) : من عمل من المسلمين عن ميت عملاً صالحاً ، أضعف له أجره ، ونفع الله به الميت . احتج المانع بقوله تعالى : وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى . وبقوله ( ص ) : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به من بعده ، أو ولد صالح يدعو له . والجواب عن الآية : أن سعيه في تحصيل الإسلام يُصَيِّرُهُ بحالٍ ينفعه ما يهدى له من أفعال البر ، وكأنه فعله . وأما الخبر ، فدالٌّ على انقطاع عمله ، ولا يدل على انقطاع ما يتجدد من عمل غيره ، ويهدى إليه ) .