كل يوم ، ومنهم من يزور في كل يومين ، ومنهم من يزور في كل ثلاثة أيام ، قال : ثم رأيت في مجرى كلامه أنه يقول : أدناهم منزلة يزور كل جمعة قال قلت : في أي ساعة ؟ قال عند زوال الشمس ومثل ذلك . قال قلت : في أي صورة ؟ قال : في صورة العصفور أو أصغر من ذلك ، فيبعث الله تعالى معه ملكاً فيريه ما يسره ويستر عنه ما يكره ، فيرى ما يسره ويرجع إلى قرة عين ) . ( عن إسحاق بن عمار عن أبي الحسن الأول ( عليه السلام ) قال : سألته عن الميت يزور أهله ؟ قال : نعم فقلت : في كم يزور ؟ قال : في الجمعة وفي الشهر وفي السنة على قدر منزلته . فقلت : في أي صورة يأتيهم ؟ قال : في صورة طائر لطيف يسقط على جدرهم ويشرف عليهم ، فإن رآهم بخير فرح وإن رآهم بشر وحاجة حزن واغتم ) . ( الكافي : 3 / 230 و 231 ) . أقول : قوله ( عليه السلام ) : ( في صورة طائر لطيف يسقط على جدرهم ) : يعني أنه طائر شفاف ليس من نوع الطيور المعروفة ، فهو غير قابل للرؤية العادية ، إلا لمن له بصيرة خاصة ، أو من يشاء الله تعالى أن يراه . وقدرة الروح أن تتخذ بإذن الله شكل طائر شفاف له عقل إنسان ، يدل على إمكاناتها الكبيرة في حياة البرزخ . ويفهم من المجموع أن الذي يستر عن المؤمن هو المعاصي الحادة التي يرتكبها أقاربه ، لكنه يعرف بشكل عام أنهم يعملون الصالحات أو الطالحات . كما يعرف حالتهم المادية ، وهل هم في سعة أو ضيق : ( وإن رآهم بشر وحاجة حزن واغتم ) وإذا اغتم لهم فقد يدعو الله أن يرزقهم ويوسع عليهم ، فيستجيب الله له . وهذا يعني أن بعض الناس يعيشون في سعة ببركة أمواتهم .