والأمان ، وبشر بالرضوان ، والروح والريحان ، والخيرات الحسان ، فيستقبله الملكان اللذان كانا معه في الحياة الدنيا فينفضان التراب عن وجهه وعن رأسه ولا يفارقانه ، ويبشرانه ويمنيانه ، ويفرجانه كلما راعه شئ من أهوال القيامة قالا له : يا ولي الله لا خوف عليك اليوم ولا حزن ، نحن الذين ولينا عملك في الحياة الدنيا ، ونحن أولياؤك اليوم في الآخرة ) .
ومنها في التهذيب ( 1 / 466 ) عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( المؤمن إذا قبضه الله تعالى صيَّرَ روحه في قالب كقالبه في الدنيا ، فيأكلون ويشربون . فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدنيا . . لو رأيته لقلت فلان ) .
أي أن الروح تلبس بدناً شفافاً يشبه بدنها الأصلي وتعيش به في عالم البرزخ . وأن أهل جنة البرزخ يسألون القادم عليهم من الدنيا عن أقاربهم ومعارفهم ، فإن قال لهم إنه مات ، ولم يأت إليهم عرفوا أنه ليس من أهل الجنة فيقولون : هوى ، هوى !
ولا بد أن نفسر قولهم هوى بأنه لم يكن من أهل الجنة ، ولا يمكن تصنيفه في أهل النار ، لأن الناس في البرزخ أكثرهم مهملون لا في الجنة ولا في النار .
قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) ( الكافي 3 / 235 ) : ( إنما يسأل في قبره من مُحِضَ الإيمان محضاً والكفر محضاً ، وأما ما سوى ذلك فيُلهى عنه ) .
أي يهمل ويترك ، وهم الأكثرية الكاثرة ، وقلية قليلة منهم ينعمون أو يعذبون ، ولا يعذب منهم إلا من محض الكفر ، أي الفجار .
ففي الكافي ( 3 / 245 ) : ( عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سألته عن أرواح المشركين فقال : في النار يعذبون يقولون : ربنا لا تقم لنا الساعة ، ولا تنجز لنا ما وعدتنا ، ولا تلحق آخرنا بأولنا ) .

150