وفي رسائل الشهيد الثاني ( 2 / 733 ) : ( يجب الإقرار بجميع ما جاء به النبي ( ص ) من أحكام الدنيا والآخرة ، ومنها الشرائع ، وعذاب القبر ، وسؤال منكر ونكير ( عليهم السلام ) ، والحشر ، والصراط ، والميزان ، وغير ذلك ) . وروى العياشي في تفسيره ( 2 / 227 ) حديثاً عن علي ( عليه السلام ) طويلاً يشبه ما روته مصادر غيرنا ، قال فيه عن المؤمن : ( فإذا أدخل قبره أتاه اثنان ، هما فَتَّانَا القبر يجرَّان أشعارهما ويبحثان الأرض بأنيابهما ، أصواتهما كالرعد العاصف ، وأبصارهما كالبرق الخاطف ، ثم يقولان : من ربك وما دينك ومن نبيك ؟ ثم ذكر عدو الله فقال : ( فإذا أُدخل في قبره أتاه مُمْتَحِنا القبر فألقيا أكفانه ثم قالا له : من ربك وما دينك ومن نبيك ؟ فيقول : لا أدري ، فيقولان : لا دَرَيْتَ ولا هُدِيتَ ! فيضربان يافوخه بمرزبة . . ) . وسيأتي في حديث : كيف بك يا عمر : ( فأتاك فَتَّانَا القبر منكر ونكير . . فَتَلْتَلَاكَ وَتَوَهَّلَاكَ ( جرجراك وخوفاك ) وقالا : من ربك ، وما دينك ) . وفي مسند أحمد ( 3 / 346 ) : ( عن أبي الزبير أنه سأل جابر بن عبد الله عن فتاني القبر فقال : سمعت النبي ( ص ) يقول : إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فإذا أدخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه ، جاء مَلَكٌ شديد الإنتهار فيقول له : ما كنت تقول في هذا الرجل ) . وصححه ابن أبي عاصم / 404 . وفي أكثر صيغ الحديث : أتاك فتانا القبر : منكر ونكير . ( تفسير الثعالبي : 3 / 382 ) : وفي بعضها : فتان ، بالمفرد . ( مسند أحمد : 2 / 172 ) . وفي شرح مسلم للسيوطي ( 4 / 507 ) : ( ورد أن فتاني القبر ثلاثة أو أربعة ) .