( 4 ) حساب القبر خاص بمن مُحِضَ الإيمان ومُحِضَ الكفر عقد الكليني ( قدس سره ) في الكافي ( 3 / 235 ) باباً بعنوان : المسألة في القبر ومن يسأل ومن لا يسأل ، روى فيه 18 رواية في من يسأل في القبر ، وفي ضغطة القبر . أولها بسنده عن أبي بكر الحضرمي قال : ( قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : لا يسأل في القبر إلا من محض الإيمان محضاً ، أو محض الكفر محضاً . والآخرون يلهون عنهم ) .
وقد أسند الصدوق ( رحمه الله ) هذا المضمون بنحو القطع ( الفقيه : 1 / 178 ) قال : ( وقال الصادق ( عليه السلام ) : لا يسأل في القبر إلا من محض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً ، والباقون ملهو عنهم إلى يوم القيامة ) .
وصحح ابن الشهيد في منتقى الجمان ( 1 / 302 ) حديث محمد بن مسلم الذي رواه في الكافي ، قال : ( قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : لا يسأل في القبر إلا من محض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً ) . وقال : وروي هذا المعنى عنه بعدة طرق أخرى فيها جهالة وضعف . . وذكر منها رواية أبي بكر الحضرمي .
وقال المفيد في تصحيح اعتقادات الإمامية / 99 : ( جاءت الآثار الصحيحة عن النبي ( ص ) أن الملائكة تنزل على المقبورين فتسألهم عن أديانهم ، وألفاظ الأخبار بذلك متقاربة ، فمنها أن ملكين لله تعالى يقال لهما : ناكر ونكير ، ينزلان على الميت فيسألانه عن ربه ونبيه ودينه وإمامه ، فإن أجاب بالحق سلموه إلى ملائكة النعيم ، وإن ارتج عليه سلموه إلى ملائكة العذاب . وقيل في بعض الأخبار أن اسمي الملكين اللذين ينزلان على الكافر : ناكر ونكير . واسما الملكين اللذين ينزلان على المؤمن : مبشر وبشير . وقيل : إنه إنما سمي ملكا الكافر ناكراً ونكيراً ، لأنه ينكر الحق وينكر ما يأتيانه به ويكرهه . وسمي ملكا المؤمن مبشراً وبشيراً ، لأنهما

130