وفي مقابل ذلك نصت أحاديث صحيحة في أن ضغطة القبر لا تصيب مؤمناً . ففي الكافي ( 3 / 130 ) من حديث طويل للإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : ( فإذا أدرج في أكفانه ووضع على سريره ، خرجت روحه تمشي بين أيدي القوم قدماً . وتَلَقَّاه أرواح المؤمنين يسلمون عليه ويبشرونه بما أعد الله له جل ثناؤه من النعيم . فإذا وضع في قبره رُدَّ إليه الروح إلى وركيه ، ثم يسأل عما يعلم ، فإذا جاء بما يعلم فتح له ذلك الباب الذي أراه رسول الله ( ص ) فيدخل عليه من نورها وضوئها وبردها وطيب ريحها . قال قلت : جعلت فداك فأين ضغطة القبر ؟ فقال : هيهات ما على المؤمنين منها شئ ، والله إن هذه الأرض لتفتخر على هذه فتقول : وطأ على ظهري مؤمن ولم يطأ على ظهرك مؤمن ، وتقول له الأرض : والله لقد كنت أحبك وأنت تمشي على ظهري ، فأما إذا وليتك فستعلم ماذا أصنع بك ، فيفسح له مد بصره ) . أقول : يتحصل من مجموع الروايات أن ضغطة القبر عقوبة باستحقاق ، وقلَّ من يسلم منها . أما حساب القبر فخاص بمن محض الإيمان أو محض الكفر ، كما يأتي . وينبغي الإلفات إلى أن مبالغة رواة السلطة في ضغطة القبر توجب أن نشك في العديد من رواياتهم ومنها ضمة القبر لسعد بن معاذ ، لأن القرشيين كانوا يكرهونه وكان هو يكرههم لعدائهم للنبي ( ص ) وبني هاشم . ( 3 ) خلط بعضهم بين مسائل حساب القبر ! خلط بعض الرواة ضغطة القبر بحساب القبر لكنها قبله . كما أن مسائل حساب القبر أو سؤاله اختلطت على بعض الرواة والعلماء وهي عشرة مسائل أو أكثر : 1 - لماذا كان حساب القبر خاصاً بالأمة الإسلامية دون غيرها ؟