وزعموا أن النبي ( ص ) قال إن ضغطة القبر تشمل الكافر والمؤمن ، والكبير والصغير حتى الرضيع ! قال الهيتمي ( 3 / 47 ) : ( وعن أنس أن النبي ( ص ) صلى على صبي أو صبية ، فقال : لو كان أحد نجا من ضمة القبر لنجا هذا الصبي ) ! وقال : رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون . وقال عن شبيهه : ورجاله رجال الصحيح . وقال في إعانة الطالبين ( 2 / 164 ) : ( صرحت الروايات والآثار بأن ضمة القبر عامة للصالح وغيره . وقد قال الشهاب ابن حجر : قد جاءت الأحاديث الكثيرة بضمة القبر ، وأنه لا ينجو منها صالح ولا غيره ) ! يقصدون حتى النبي ( ص ) ! وعللوا هذا الظلم الفادح بما يضحك ! قالوا إن الأرض أمٌّ تضم أولادها ! قال السيوطي في شرح النسائي ( 4 / 103 ) : ( وروى بن أبي الدنيا ، عن محمد التيمي قال : كان يقال أن ضمة القبر إنما أصلها أنها أمهم ، ومنها خلقوا ، فغابوا عنها الغيبة الطويلة ، فلما رُدَّ إليها أولادها ضمتهم ضمة الوالدة غاب عنها وَلَدُها ثم قدم عليها ، فمن كان لله مطيعاً ضمته برأفة ورفق ، ومن كان عاصياً ضمته بعنف سخطاً منها عليه لربها ) . فأيُّ أم وأي رأفةٍ هذه ! فلو كانت ضبعة لكانت أرأف بأولادها منها . وهل رأيت أماً تضم ابنها حتى تكسر أضلاعه وتدخلها في بعضها ؟ ! قال ابن حجر في فتح الباري ( 6 / 318 ) : ( و قد ثبتت الأحاديث بما ذهب إليه الجمهور ، كقوله إنه ليسمع خفق نعالهم ، وقوله تختلف أضلاعه لضمة القبر ، و قوله يسمع صوته إذا ضربه بالمطراق ، وقوله يضرب بين أذنيه ) . وقال الدمياطي في إعانة الطالبين ( 2 / 230 ) : ( وأنه إذا وضع في قبره ، ضمه القبر حتى تختلف أضلاعه ) !