ويظهر من أحاديث روح المؤمن في البرزخ سعة مجال حياتها ، فهي في وادي السلام في مجتمع الأرواح وتزور أهلها ، وهي تسكن في الجنة وتعيش فيها . فعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إن أرواح المؤمنين لفي شجرة ( وفي رواية حجرات ) في الجنة ، يأكلون من طعامها ، ويشربون من شرابها ، ويقولون ربنا أقم لنا الساعة ، وأنجز لنا ما وعدتنا ، وألحق آخرنا بأولنا ) . ( الكافي : 3 / 244 ) . ويظهر من هذه الأحاديث أن حياة البرزخ لا مسافة فيها ولا زمان ، فالروح تعيش في الأرض ببدن برزخي ، وتزور أماكن في الأرض منها قبر بدنها ومسكن أقاربها ، وتصعد إلى الملأ الأعلى ، كما كانت تصعد في حال النوم . * * أما البدن فقالت أحاديث أهل البيت ( عليهم السلام ) إنه يفنى ، إلا ذرة مستديرة هي أصل التربة التي خلق منها ، لا تبلى ولا تتحلل ، وتُزرع في الأرض الجديدة عندما يبدأ الحشر ويعيد الله خلق الأرض ، فيغرسها لتنبت ، ويكون نباتها حسب عمل الإنسان ، وكأنه يصنع جيناتها بعمله . كما ذكرت الروايات أن في بدن الإنسان أجزاء أخرى تجمع يوم القيامة وتُشْتَل مع نواته ليتكون منها البدن الجديد . ونلاحظ في هذا المجال أن النبي ( ص ) والأئمة ( عليهم السلام ) كانوا يأمرون أن يدفن معهم في القبر شعرهم ، وقلامة أظفارهم ، والسن إذا سقط . ( فلما حلق رسول الله ( ص ) رأسه أخذ من شاربه وعارضيه وقلم أظفاره وأمر بشعره وأظفاره أن يدفنا ) . ( مغازي الواقدي : 2 / 1109 ) . ( كان علي بن الحسين ( عليه السلام ) إذا حلق رأسه بمنى ، أمر أن يدفن شعره ) . ( مكارم الأخلاق / 66 ) .