وإن أردت التوثق من ذلك فاقرأ كتب علمائنا الكلامية ، ثم اقرأ بحوث علمائنا الأصولية ، لتجد الشك عندهم مفتاحاً ذهبياً . جاء وفد من علماء من الفاتيكان إلى النجف ، وزاروا المرجع الراحل السيد أبو القاسم الخوئي ( قدس سره ) ، وجرى الحديث عن المعرفة والشك واليقين ، فداعب السيد الخوئي أحدهم وسأله : أنتم بما أثبتم وجود المسيح ( عليه السلام ) ، وقد كتبت هذه الأناجيل بعده بقرون ؟ قال : بالنصوص التاريخية . فأجابه السيد : هذه النصوص لا توجب أكثر من الظن ، ولا توجب حصول اليقين بوجوده ! قال : وبالشياع عند مختلف الشعوب . قال له السيد : والشياع لا يوجب أكثر من الظن ، لأنه قد يكون مبنياً على خبر روجته دولة أو جهة ، وأخذه الناس وتلقاه عنهم آخرون جيلاً فجيلاً ! قال : لا بأس ، إسمح أن أسألك أيها السيد : هل تؤمن بوجود المسيح ( عليه السلام ) ؟ قال له السيد : نعم أنا على يقين من ذلك . قال : إذن من أين حصلت على هذا اليقين ؟ قال : حصلت عليه من شخص أخبرني وأنا متيقن أنه صادق ، وهذا الشخص هو محمد بن عبد الله ( ص ) ، فقد ثبت عندي صدقه ونبوته ، وأن الله أنزل عليه قرآناً ، فكل ما قاله القرآن أو ثبت أن محمداً قاله ، فهو عندي يقين . وهنا سكت محاور السيد وزملاؤه ، وظهر عليهم التعجب ! ثم تحدثوا في التعاون العلمي بين المراكز الدينية ، وتبادل الزيارات .