إنَّ هذا الكون يسري سيره نحو الكمالْ يترقّى في حدود السيرِ من حالٍ لحال ما على المنطق هذا السير شكٌّ أو خيال وعليه سنن الكون تمشَّت . . أنا أدري فوق تيَّارك يا بحرُ أرى بحراً سَعِيَّا أزليّاً لا يباريه . . قديمٌ أبديّا شأنه الفيض ولولا فيضه لم تك شَيَّا كيف كان الفيض حتى كنت شيّاً . . أنا أدري أيُّها الشّاطئ ما أخفى وما أظهر سرَّك دَلَّني معناك لما أظهر المنطق أمرك أن بحراً ليس فيه شاطئٌ أبدع بحرك كيف كانت حكمة الإبداع فيه . . أنا أدري . إن المشكلة يا صاحبي هي في المشككين أنفسهم ، وليست في الكون ولا في هدف صانعه . وإن الشك ليس عيباً ولا نقصاً ، لكن سوء التعامل معه ، وبه ، هو النقص ! فسوء التعامل به : عندما يحوله صاحبه إلى دعاية للتشكيك ودعوة إليه . وسوء التعامل معه : عندما يجمد صاحبه عليه ويقف ويُحْرِنُ ، ولا ينقل قدمه من أرضه إلى أرض اليقين ، حتى لو رأى يقيناً يملك كل المبررات الموضوعية للتصديق . تقول إن ديكارت صاحب مدرسة : الشك طريق اليقين ، وهو خطأ شائع ! فنحن أصحاب هذه المدرسة ، قبل أن يولد ديكارت بقرون !