responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهجوم على بيت فاطمة ( ع ) نویسنده : عبد الزهراء مهدي    جلد : 1  صفحه : 210


يلقى السيف ! . . ثم تحدث غير هؤلاء وهؤلاء بأن النار هي الوسيلة المثلى إلى حفظ الوحدة وإلى الرضا والإقرار ! . . وهل على ألسنة الناس عقال يمنعها أن تروي قصة حطب أمر به ابن الخطاب فأحاط بدار فاطمة ، وفيها علي وصحبه ، ليكون عدة الإقناع أو عدة الإيقاع ؟ . .
على أن هذه الأحاديث جميعها ومعها الخطط المدبرة أو المرتجلة كانت كمثل الزبد ، أسرع إلى ذهاب ومعها دفعة ابن الخطاب ! . . أقبل الرجل ، محنقا مندلع الثورة على دار علي وقد ظاهره معاونوه ومن جاء بهم فاقتحموها أو أوشكوا على اقتحام ، فإذا وجه كوجه رسول الله يبدو بالباب حائلا من حزن ، على قسماته خطوط آلام ، وفي عينيه لمعات دمع ، وفوق جبينه عبسة غضب فائر . . وحنق ثائر . .
وتوقف عمر من خشية . . وراحت دفعته شعاعا . وتوقف خلفه - أمام الباب - صحبه الذين جاء بهم ، إذ رأوا حيالهم صورة الرسول تطالعهم من خلال وجه حبيبته الزهراء ، وغضوا الأبصار من خزي أو من استحياء ، ثم ولت عنهم عزمات القلوب وهم يشهدون فاطمة تتحرك كالخيال ، وئيدا وئيدا بخطوات المحزونة الثكلى ، فتقترب من ناحية قبر أبيها . . . وشخصت منهم الأنظار وأرهفت الأسماع إليها ، وهي ترفع صوتها الرقيق الحزين النبرات تهتف بمحمد الثاوي بقربها ، تناديه باكية مريرة البكاء :
" يا أبت رسول الله ! . . يا أبت رسول الله ! . . " فكأنما زلزلت الأرض تحت هذا الجمع الباغي ، من رهبة النداء . . .
وراحت الزهراء ، وهي تستقبل المثوى الطاهر ، تستنجد بهذا الغائب الحاضر :
" يا أبت رسول الله ! . . ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب ، وابن

210

نام کتاب : الهجوم على بيت فاطمة ( ع ) نویسنده : عبد الزهراء مهدي    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست