نام کتاب : الهجوم على بيت فاطمة ( ع ) نویسنده : عبد الزهراء مهدي جلد : 1 صفحه : 197
ويجمع الجموع في داره ويبث الرسل والدعاة ليلا ونهارا إلى الناس يذكرهم فضله وقرابته . ويقول للمهاجرين : خصمتم الأنصار بكونكم أقرب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنا أخصمكم بما خصمتم به الأنصار ، لأن القرابة إن كانت هي المعتبرة فأنا أقرب منكم . . وهلا خاف من هذا الامتناع ومن هذا الاحتجاج ومن الخلوة في داره بأصحابه ومن تنفير الناس عن البيعة التي عقدت حينئذ لمن عقدت له . وكل هذا إذا تأمله المنصف علم أن الشيعة أصابت في أمر وأخطأت في أمر ، وأما الأمر الذي أصابت فيه فقولها : إنه امتنع وتلكأ وأراد الأمر لنفسه . . وأما الأمر الذي أخطأت فيه فقولها : إنه كان منصوصا عليه نصا جليا بالخلافة تعلمه الصحابة كلها ( 1 ) أو أكثرها ، وإن ذلك النص خولف طلبا للرياسة الدنيوية وإيثارا للعاجلة ، وإن حال المخالفين للنص لا تعدو أحد أمرين ، إما الكفر أو الفسق . . ( 2 ) . [ ] وقال - عقيب رواية تدل على التأخير في تجهيز النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - : أنا أعجب من هذا ، هب أن أبا بكر ومن معه اشتغلوا بأمر البيعة ، فعلي بن أبي طالب والعباس وأهل البيت بماذا اشتغلوا حتى يبقى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مسجى بينهم ثلاثة أيام بلياليهن لا يغسلونه ولا يمسونه . . ؟
1 . أقول : الأمر في النص على الإمامة والخلافة واضح ظاهر كالشمس في رائعة النهار ، والرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صرح بذلك في اليوم الذي أعلن رسالته ودعوته في المجلس الذي جمع عشيرته ويعرف بيوم الإنذار ، لقوله تعالى : * ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) * ( الشعراء ( 26 ) : 214 ) وكانت دعوته إلى إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مستمرة إلى قبل وفاته في حجة الوداع في غدير خم . ولا غرض لنا في البحث حول ذلك إذ هو خارج عن موضوع الكتاب ، راجع المراجعات للسيد شريف الدين ، والغدير للشيخ الأميني لا سيما المجلد الأول منه . . ، وغيرهما . 2 . شرح نهج البلاغة : 11 / 111 .
197
نام کتاب : الهجوم على بيت فاطمة ( ع ) نویسنده : عبد الزهراء مهدي جلد : 1 صفحه : 197