نام کتاب : الهجوم على بيت فاطمة ( ع ) نویسنده : عبد الزهراء مهدي جلد : 1 صفحه : 477
يسألون ولا ينكرون ولا يبحثون ، وهم مع أمرائهم وولاتهم ، وجمع من الصحابة كانوا قائلين بإمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ولكنهم لما رأوا ذلة الحق وأهله وكونهم متفرقين وغلبة الباطل عليهم سكتوا . ويظهر من الآثار أن الفتنة كانت شديدة جدا - كما قال بعضهم في جواب سليم - : أصابتنا فتنة أخذت بقلوبنا وأسماعنا وأبصارنا ( 1 ) . وقال حذيفة في جواب بعضهم : يا أخا الأنصار ! إن الأمر كان أعظم مما تظن ، إنه عزب والله البصر ، وذهب اليقين ، وكثر المخالف ، وقل الناصر لأهل الحق . . . أخذ والله بأسماعنا وأبصارنا . . وكرهنا الموت وزينت عندنا الدنيا . . . ( 2 ) . الثالثة : هل وصلت يد الأجنبي إلى وجه الصديقة الكبرى ( عليها السلام ) ؟ ! إذا راجعنا أحوال الأنبياء والأوصياء ( عليهم السلام ) وهكذا المعصومين الأربعة عشر ( عليهم السلام ) ، نرى أن لهم حالات متفاوتة وليسوا في جميع حالاتهم غالبين قاهرين ، بل غالبا - حسب ما تقتضيه الحكمة الإلهية - يكونون : مغلوبين ، مضروبين ، مقهورين ، مشتومين ، مقتولين . . فإن الله عز وجل لا يريد صدور الإعجاز منهم في جميع حالاتهم وشؤونهم ، بل أراد ابتلاءهم وابتلاء الناس بهم كما يستفاد من النصوص ، وأمرهم بالصبر والاستقامة والرضا بما يقضي لهم وعليهم . . وهكذا السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) لم تخرج عن هذا السنة الإلهية ولا نريد