responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام السياسي في الإسلام نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 108


هذه القاعدة للسياسة السلبية وفي فوائد حكمتها ، وهذه هي القاعدة الوحيدة الناجحة للعلل السياسية الفاسدة وأوبائها المهلكة ، وليس للأحرار والمصلحين في كل أمة قاعدة أخرى يلجأون إليها في إكراه المستبدين والمستعبدين والمستهترين بحقوق الأمة للخضوع إلى إجابة رغبات الشعب وتحقيقها ، وتطبيق القوانين وخدمة العدل واحترام الحق إلا اتباع هذه القاعدة المثالية في السياسة السلبية ، ولا يقوى على انتهاج هذه الخطة القويمة إلا أصحاب القلوب العامرة بقوة الإيمان وأرباب النفوس الملتهبة بحرارة العقيدة الصحيحة الصلبة ، وأهل الصبر على تقديم القرابين الغالية من أرواحهم الطاهرة في سبيل حريات الرعية وصيانة حقوقهم من جور الجائرين واعتسافهم فهل بعد هذا العلاج الشافي من علاج يستعمله الإمام لمداواة السياسة الأموية والعباسية المريضة في روحها ودماغها - اللهم لا - إلا إذا وجد المعين والنصير فكيف إذا لم يكن هذا وذاك . . . " [1] .
إن تحليل الأستاذ الفكيكي للسياسة السلبية التي يراها الإمام الصادق ( ع ) تحليل رائع ووثيق للغاية ، فإن الأمة إذا لم تتصل بالهيئة الحاكمة ولم تتعاون معها فإن ذلك يؤدي حتما إلى فشلها وتراجعها عن الظلم والعدوان .
إن الطبقة الخيرة في العصور الإسلامية الأولى قد استجابت إلى نداء أئمة أهل البيت عليهم السلام فحرمت على نفسها الاتصال بالجهاز الرسمي القائم آنذاك ولم تتعامل معه في جميع الميادين ، وكان من يتصل به قوبل بالاستهانة والتحقير فهذا إسماعيل بن إبراهيم القرشي لما ولي القضاء كتب إليه ابن المبارك الأبيات التالية وهو يندد بها على قبوله للوظيفة في مجلس القضاء :



[1] الرسالة الأولى في حياة الإمام الصادق : ص 27 .

108

نام کتاب : النظام السياسي في الإسلام نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست