نام کتاب : النظام السياسي في الإسلام نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 107
فرد عليه الإمام ( ع ) : من أراد الدنيا فلا ينصحك ، ومن أراد الآخرة فلا يصحبك " [1] . لقد بين ( ع ) للمنصور بهذه الكلمات الخالدة إن طالب الآخرة لا يتصل بأي جهاز ظالم لأن ذلك يتصادم مع القيم الدينية فهو في جميع الأحوال لا يلتقي مع السلطة الظالمة ، وأما من وضع أمعاءه على رأسه ودينه تحت قدمه فهو لا ينصح السلطة ولا يشجب أعمالها العدوانية بل يؤيدها ويساير جميع خطواتها ، وقد علق الأستاذ الفكيكي على هذه السياسة السلبية ، التي يراها الإمام قال ما نصه : " إن الإمام الصادق ( ع ) قد سن قاعدة مشروعة للسياسة السلبية ، وهي ما يسمونه باللغة السياسية ( بالعصيان المدني ) أو سياسة عدم التعاون مع حكومة أو دولة لا تحترم الحقوق أو تسئ التصرف فتعبث بحرمة قانونية المعاهدات والمواثيق ، أو تتحدى قدسية الدساتير وحقوق الأمة المشروعة ، إلى غير ذلك من وسائل الظلم وذرائع الباطل التي تتوسل بها الحكومات الغاشمة والدول القوية المستعمرة ، وحكام الاستبداد والفساد في سبيل الطرق الخبيثة الدنيئة ، فالإمام الصادق عليه السلام قد أوجب على الأفراد عدم التعاون مع ولاتهم الجائرين على اختلاف درجاتهم ومناصبهم من أعلاهم إلى أدناهم ، وحرم عليهم العمل لهم ، والكسب معهم ، وحذر وأوعد الفاعل لذلك بالعذاب لارتكابه معصية كبيرة من الكبائر لأن في بذل المعونة للوالي الجائر إماتة الحق كله وإحياء الباطل كله ، وفي تقويته إظهار الظلم والجور والفساد وسحق السنن ، وطمس الشرائع - والعياذ بالله - ولا نريد أن نكثر القول في شرف