نام کتاب : النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 98
قوله : والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أنصار بعض ، وبين قوله : إنما ناصركم الله ورسوله والذين آمنوا ، منافاة . سلمناه لكن لم قلتم : إن الولاية التي في هذه الآية خاصة ؟ قوله : لأن صيغة " إنما " تفيد حصر الولاية في المؤمنين الموصوفين بالصفات المذكورة وكل المؤمنين ليسوا كذلك . قلنا : لا نسلم أن كلمة " إنما " تفيد الحصر ، بيانه من وجوه : الأول : أنه يحسن دخول التوكيد والاستفهام عليها ، تقول : إنما جائني زيد وحده ، وإذا قال انسان : إنما أكلت رغيفا ، حسن أن يقول : كم أكلت ، رغيفا واحدا أو أكثر ؟ وعندكم أن حسن التوكيد والاستفهام دليل الاشتراك ، وليس لكم أن تمنعوا من حسن ما ذكرنا لأنكم تستحسنون دخول الاستفهام والتوكيد على صيغ العموم مع أن اقتضاءها له أظهر من اقتضاء " إنما " للحصر . الثاني : أن قوله : إن زيدا في الدار لا يدل على أن غيره ليس فيها ، وكلمة ما دخلت للتوكيد فاقتضى أن قول القائل إنما زيد في الدار تأكيد لكونه فيها ، ولا يدل ذلك على أن غيره ليس فيها . الثالث : أنهم يقولون في العرف : إنما الناس أهل العلم ، وإنما الرجل هو الشجاع ، ولا يريدون نفي الانسانية والرجولية عن غير العالم وغير الشجاع ، بل المراد أن الانسانية والرجولية في العالم والشجاع أظهر آثارا . ثم إن سلمنا أن صيغة " إنما " تفيد الحصر في المؤمنين الموصوفين بالصفات المذكورة فلم قلتم أن المؤمنين ليس كلهم موصوفين بهذه الصفات ؟ أما الزكاة حال كونه راكعا ، فإنا : لا نسلم أن قوله : * ( وهم راكعون ) * متعين للحال ، بل هو استيناف لوجوه : الأول : أن القائل إذا قال : فلان أدى الزكاة وهو راكع ، حسن أن يستفهم
98
نام کتاب : النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 98