نام کتاب : النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 119
معناه أولى بكم ، وذكر ذلك أيضا الأخفش [1] والزجاج [2] وعلي بن عيسى [3] واستشهدوا ببيت لبيد ، لكن ذلك تساهل من هؤلاء الأئمة لا تحقيق ، لأن الأكابر مثل الخليل وأضرابه لم يذكروه ، والذاكرون له لم يذكروه إلا في تفسير هذه الآية وآية أخرى مرسلا غير مسند ، ولم يذكروه في الكتب الأصلية من اللغة ، وليس كلما يذكر في التفاسير كان ذلك لغة أصيلة ، ولذلك فإنهم يفسرون اليمين بالقوة في قوله تعالى : * ( والسماوات مطويات بيمينه ) * [4] والقلب بالعقل في قوله تعالى : * ( لمن كان له قلب ) * [5] مع أن ذلك ليس لغة أصيلة . وثانيهما : أن أصل تركيب " والى " [6] يدل على الدنو والقرب ، يقال وليته إليه وليا أي دنوت منه دنوا وأوليته إياه أي أدنيته منه ، وتباعدنا بعد ولي ، ومنه قوله : " كل مما يليك " ، وقولهم فلان أولى من فلان ، أفعل التفضيل من الوالي : فالأدنى والأقرب من الداني والقريب ، ففيه معنى القرب ، لأن الأحق بالشئ أقرب إليه والمولى اسم لموضع الولي كالمرقى والممشى [7] لموضع الرقي والمشي . وإذا عرفت ذلك فنقول : أن تفسير أبي عبيدة : * ( مأواكم النار هي موليكم ) * بأنه أولى بكم فنقول إن ذلك ليس حقيقة لأن ذلك يقتضي أن يكون
[1] الأخفش على الاطلاق هو الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة المجاشعي تلميذ الخليل وسيبويه ، ومعنى الأخفش : صغير العينين مع ضيق النظر تشبيها بالخفاش . [2] إبراهيم بن محمد الزجاج الأديب النحوي تلميذ المبرد وثعلب توفي في ( 310 ه ) . [3] علي بن عيسى بن عبد الله الرماني الواسطي النحوي والمعتزلي ( 296 - 384 ه ) . [4] الزمر : 67 . [5] ق : 37 . [6] كذا في النسختين ، ولعل الصحيح : ولي . [7] هنا في النسختين لفظة فموضع زائدة .
119
نام کتاب : النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 119