نام کتاب : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر نویسنده : المقداد السيوري جلد : 1 صفحه : 73
الأول : قدرته على الفعل لاستحالة تكليف ما لا يطاق كتكليف الأعمى بنقط المصحف والزمن [1] بالطيران . الثاني : علمه بما كلف به أو إمكان علمه به ، فالجاهل المتمكن من العلم غير معذور . الثالث : إمكان آلة الفعل ثم متعلق التكليف إما علم ، أو ظن ، أو عمل ، أما العلم فإما عقلي ، كالعلم بالله وصفاته وعدله والنبوة والإمامة ، أو سمعي كالشرعيات ، وأما الظن فكما في جهة القبلة ، وأما العمل فكالعبادات . قال : ( وإلا لكان مغريا بالقبيح حيث خلق الشهوات والميل إلى القبيح والنفور عن الحسن فلا بد من زاجر وهو التكليف ) . أقول : هذا إشارة إلى وجوب التكليف في الحكمة ( 1 ) وهو مذهب المعتزلة وهو الحق خلافا للأشعرية فإنهم لم يوجبوا على الله تعالى شيئا لا تكليفا ولا غيره . والدليل على ما قلناه أنه لولا ذلك لكان الله فاعلا للقبيح . وبيان ذلك : أنه خلق في العبد الشهوة والميل إلى القبائح والنفرة والتأبي عن الحسن فلو لم يقرر ( 2 ) عبده عقله ولم يكلفه بوجوب الواجب وقبح القبيح ويعده ويتوعده لكان الله تعالى مغريا له بالقبيح ، والإغراء بالقبيح قبيح .
[1] الزمانة العاهة ورجل زمن أي مبتلى ، زمن الشخص فهو زمن مرض يدوم زمانا طويلا ( م . ع ) . ( 2 ) ووجوب التكليف عقلا عندنا معشر الإمامية وكذلك عند المعتزلة أما الأشاعرة فقد نفوا ذلك وزعموا أنه يجوز [ الخلق ] منه فرد عليهم المصنف بقوله ( وإلا الخ . . . ) . ( 3 ) من التمكن والإقرار والاستقرار يقال قر واستقر .
73
نام کتاب : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر نویسنده : المقداد السيوري جلد : 1 صفحه : 73