نام کتاب : المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة نویسنده : مقاتل بن عطية جلد : 1 صفحه : 88
وذكرت له أن عثمان ولى أمور المسلمين للفساق ، لمحض القرابة ، بعد أن نهاه الصحابة ، ولم يلاحظ الله في ذلك حتى أظهروا المناكير من القتل وشرب الخمر [1] ، وضرب عبد الله بن مسعود حتى كسر بعض أضلاعه ، وضرب عمار بن ياسر حتى حدث به فتق [2] ، ونفى أبا ذر مع عظم شأنه ، وتقدمه في الإسلام ، ولا ذنب له سوى إنكاره على بعض منكراته [3] .
[1] قال الطبري في تاريخه ، حوادث سنة 33 - 35 ، وأبو الفتح الشهرستاني في الملل والنحل 1 / 18 - 21 ، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة 1 / 32 ، وابن أبي الحديد في شرح النهج 2 / 129 وأبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف : 163 - 168 ، وقد جمعت كلامهم بعضه إلى بعض : إن عثمان أحدث أحداثا مشهورة نقمها الناس عليه ، من تأمير بني أمية ولا سيما الفساق منهم وأرباب السفه وقلة الدين وإخراج مال الفيئ إليهم ، كالوليد بن عقبة بن أبي معيط وتوقفه عن عزله من ظهور فساده في الولاية ومجاهرته بالفسق وتعطيله إقامة الحد عليه لما شرب الخمر وصلاته وهو سكران ، وإعطائه مروان بن الحكم خمس غنائم إفريقية ، وقد بلغت خمسمائة ألف دينار ، وفيها حق الله ورسوله وذي القربى واليتامى والمساكين ، وتطاوله في البنيان ، حتى عدوا سبع دور في المدينة ، دارا لزوجته نائلة ودارا لعائشة ، وغيرها من أهل وبناته ، وعزله عبد الله بن الأرقم عن بيت المال لما أنكر عليه إطلاق الأموال لبني أمية بغير حق ، ونفيه أبا ذر ونيله من عرضه وتسميته بالكذاب ، وحرمانه عائشة وحفصة ما كان أبو بكر وعمر يعطيانهما ، وحماية الكلأ وتحريمه على المسلمين واختصاصه به ، فلما أنكر عليه عبد الله بن حذيفة بن اليمان ذلك ضربه حتى مات من ضربه ، وكان هو أول من ضرب ظهور الناس بالسياط . . [2] ذكرت حادثة ضرب ابن مسعود وكسر - أضلاعه وموته من جراء ذلك في أغلب كتب التاريخ ، راجع تاريخ المدينة المنورة 3 / 1049 - 1052 وتاريخ اليعقوبي 2 / 170 وفيه : دخل ابن مسعود المسجد وعثمان يخطب فقال عثمان : إنه قد قدمت عليكم دابة سوء . فكلمه ابن مسعود بكلام غليظ ، فأمر به عثمان فجر برجله حتى كسر له ضلعان ، وراجع مصادر التعليقة السابقة . [3] أجمع المؤرخون على ذلك ، روى عمر بن شبه ( 173 - 262 ه ) في تاريخ المدينة المنورة 3 / 1099 - 1102 عدة روايات في ذلك ، وفيها أن عمارا دخل على عثمان فوعظه ، فأمر به فضرب حتى فتق فكان لا يستمسك بوله ، وأغمي عليه ، فحمل إلى بيت أم المؤمنين أم سلمة وهو لا يعقل ، فصلى الناس الجمعة والعصر ولم يفق عمار ولم يصل . .
88
نام کتاب : المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة نویسنده : مقاتل بن عطية جلد : 1 صفحه : 88