نام کتاب : المسلك في أصول الدين نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 169
من العلم بزوالها وإما أن لا يكون ، ويلزم من أول الإيهام ، وهو محال على الحكم ، فتعين أنه لو نسخها لعلم ما لم يكن عالما به ، ولا معنى للبداء إلا ذلك ، وأما كون البداء [44] محالا فلأنه يلزم عدم علمه بالمعلومات قبل كونها ، لكن هذا باطل بما ذكرناه في أبواب التوحيد . وأما النقل ، فمن سنة موسى - عليه السلام - قوله : ( تمسكوا بالسبت أبدا ) [45] و ( ما دامت السماوات والأرض ) ومثل معنى ذلك تنقل النصارى عن عيسى - عليه السلام - . والجواب عن الأول : قوله : ( لو جاز النسخ لزم البداء ) قلنا : لا نسلم ، وظاهر أنه لا يلزم . وهذا لأن البداء هو النهي عن ما أمر به - والوقت والمكلف والوجه واحد - والنسخ هو إزالة مثل الحكم الشرعي بدليل شرعي متراخ عنه ، فتغاير الوقت يرفع البداء .
[44] البداء الذي لازمه جهل البارئ تعالى محال كما ذكره قدس سره ، ولكن هو غير البداء الذي يكون من عقائد الإمامية . قال شيخنا المفيد رضوان الله عليه : قول الإمامية في البداء طريقه السمع دون العقل ، وقد جاءت الأخبار به عن أئمة الهدى - عليهم السلام - . والأصل في البداء هو الظهور . . . فالمعنى في قول الإمامية : ( بدا الله في كذا ) أي ظهر له فيه ، ومعنى ظهر فيه أي ظهر منه ، وتقول العرب : قد بدا لفلان عمل حسن ، وبدا له كلام فصحيح ، كما يقولون : بدا من فلان كذا ، فيجعلون اللام قائمة مقامه ، وليس المراد من البداء في قول الإمامية تعقب الرأي ووضوح أمر كان قد خفي عنه . . . شرح عقائد الصدوق ص 24 - 25 مع تلخيص وتصرف في العبارة . [45] قال العلامة الشعراني - ره - : إني راجعت التوراة ففيها ذكرت لفظة السبت ثلاثة مرات أو أربعة وليس فيها كلمة : أبدا .
169
نام کتاب : المسلك في أصول الدين نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 169