responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدرسة الإسلامية نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 60


نعم لو أخذ الإنسان المادي يفكر تفكيرا اجتماعيا ، ويعقل مصالحه بعقلية جماعية ، وذابت من نفسه جميع العواطف الخاصة والأهواء الذاتية والانبعاثات النفسية لأمكن أن يقوم نظام يذوب فيه الافراد ، ولا يبقى في الميدان إلا العملاق الاجتماعي الكبير . ولكن تحقيق ذلك في الإنسان المادي ، الذي لا يؤمن إلا بحياة محدودة ولا يعرف معنى لها إلا اللذة المادية يحتاج إلى معجزة تخلق الجنة في الدنيا ، وتنزل بها من السماء إلى الأرض . والشيوعيون يعدوننا بهذه الجنة ، وينتظرون ذلك اليوم الذي يقضي فيه المعمل على طبيعة الإنسان ، ويخلقه من جديد انسانا مثاليا في أفكاره وأعماله ، وإن لم يكن يؤمن بذرة من القيم المثالية والأخلاقية . ولو تحققت هذه المعجزة فلنا معهم حينئذ كلام .
وأما الآن ، فوضع التصميم الاجتماعي الذي يرومونه يستدعي حبس الأفراد في حدود فكرة هذا التصميم ، وتأمين تنفيذه بقيام الفئة المؤمنة به على حمايته ، والاحتياط له بكبت الطبيعة الإنسانية والعواطف النفسية ، ومنعها عن الانطلاق بكل أسلوب من الأساليب . والفرد في ظل هذا النظام وان كسب تأمينا كاملا ، وضمانا اجتماعيا لحياته وحاجاته ، لأن الثروة الجماعية تمده بكل ذلك في وقت الحاجة . . ولكن أليس من الأحسن بحال هذا الفرد أن يظفر بهذا التأمين دون أن يخسر استنشاق نسيم الحرية المهذبة ، ويضطر إلى إذابة شخصه في النار ، وإغراق نفسه في البحر الاجتماعي المتلاطم ؟ !
وكيف يمكن أن يطمع بالحرية _ في ميدان من الميادين _ انسان حرم من الحرية في معيشته . وربطت حياته الغذائية ربطا كاملا بهيئة معينة ، مع أن الحرية الاقتصادية والمعيشية هي أساس الحريات جميعا ؟ !
ويعتذر عن ذلك المعتذرون فيتساءلون . ماذا يصنع الإنسان بالحرية والاستمتاع بحق النقد والاعلان عن آرائه ، وهو يرزح تحت عبء اجتماعي

60

نام کتاب : المدرسة الإسلامية نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست