responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدرسة الإسلامية نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 61


فظيع ؟ ! وماذا يجديه أن يناقش ويعترض وهو أحوج إلى التغذية الصحيحة والحياة المكفولة منه إلى الاحتجاج والضجيج الذي تنتجه له الحرية ؟ !
وهؤلاء المتسائلون لم يكونوا ينظرون إلا إلى الديمقراطية الرأسمالية ، كأنها القضية الاجتماعية الوحيدة التي تنافس قضيتهم في الميدان ، فانتقصوا من قيمة الكرامة الفردية وحقوقها ، لأنهم رأوا فيها خطرا على التيار الاجتماعي العام . . ولكن من حق الإنسانية أن لا تضحي بشئ من مقوماتها وحقوقها ، ما دامت غير مضطرة إلى ذلك ، وأنها إنما تقف موقف التخيير : بين كرامة هي من الحق المعنوي للإنسانية ، وبين حاجة هي من الحق المادي لها ، إذا أعوزها النظام الذي يجمع بين الناحيتين ويوفق إلى حل المشكلتين .
ان إنسانا يعتصر الآخرون طاقاته ، ولا يطمئن إلى حياة طيبة وأجر عادل وتأمين في أوقات الحاجة . . لهو إنسان قد حرم من التمتع بالحياة ، وحيل بينه وبين الحياة الهادئة المستقرة كما أن إنسانا يعيش مهددا في كل لحظة ، محاسبا على كل حركة معرضا للاعتقال بدون محاكمة ، وللسجن والنفي والقتل لأدنى بادرة . . لهو إنسان مروع مرعوب ، يسلبه الخوف حلاوة العيش ، وينغص الرعب عليه ملاذ الحياة .
والإنسان الثالث : المطمئن إلى معيشته ، الواثق بكرامته وسلامته ، هو حلم الإنسانية العذب ، فكيف يتحقق هذا الحلم ؟ ومتى يصبح حقيقة واقعة ؟ .
وقد قلنا : أن العلاج الشيوعي للمشكلة الاجتماعية ناقص مضافا إلى ما أشرنا إليه من مضاعفات . فهو : وان كان تتمثل فيه عواطف ومشاعر إنسانية ، آثارها الطغيان الاجتماعي العام فأهاب بجملة من المفكرين إلى الحل الجديد ، غير أنهم لم يضعوا أيديهم على سبب الفساد ليقضوا عليه ، وإنما قضوا على شئ آخر فلم يوفقوا في العلاج ولم ينجحوا في التطبيب .

61

نام کتاب : المدرسة الإسلامية نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست