responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدرسة الإسلامية نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 59


المؤاخذات على الشيوعية :
والواقع ان النظام الشيوعي وان عالج جملة من أدواء الرأسمالية الحرة ، بمحوه للملكية الفردية ، غير أن هذا العلاج له مضاعفات طبيعية تجعل ثمن العلاج باهظا ، وطريقة تنفيذه شاقة على النفس لا يمكن سلوكها إلا إذا فشلت سائر الطرق والأساليب . هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى هو علاج ناقص لا يضمن القضاء على الفساد الاجتماعي كله ، لأنه لم يحالفه الصواب في تشخيص الداء ، وتعيين النقطة التي انطلق منها الشر حتى اكتسح العالم في ظل الأنظمة الرأسمالية ، فبقيت تلك النقطة محافظة على موضعها من الحياة الاجتماعية في المذهب الشيوعي . وبهذا لم تظفر الإنسانية بالحل الحاسم لمشكلتها الكبرى ، ولم تحصل على الدواء الذي يطبب أدوائها ويستأصل أعراضها الخبيثة .
أما مضاعفات هذا العلاج فهي جسيمة جدا : فإن من شأنه القضاء على حريات الافراد ، لإقامة الملكية الشيوعية مقام الملكيات الخاصة . وذلك لان هذا التحويل الاجتماعي الهائل على خلاف الطبيعة الإنسانية العامة ، إلى حد الآن على الأقل كما يعترف بذلك زعماؤه _ باعتبار ان الإنسان المادي لا يزال يفكر تفكيرا ذاتيا ، ويحسب مصالحه من منظاره الفردي المحدود . ووضع تصميم جديد للمجتمع يذوب فيه الافراد نهائيا ، ويقضي على الدوافع الذاتية قضاء تاما . . موضع التنفيذ ، يتطلب قوة حازمة تمسك زمام المجتمع بيد حديدية ، وتحبس كل صوت يعلو فيه ، وتخنق كل نفس يتردد في أوساطه ، وتحتكر جميع وسائل الدعاية والنشر ، وتضرب على الأمة نطاقا لا يجوز أن تتعداه بحال وتعاقب على التهمة والظنة ، لئلا يفلت الزمام من يدها فجأة .
وهذا أمر طبيعي في كل نظام يراد فرضه على الأمة ، قبل أن تنضج فيها عقلية ذلك النظام وتعم روحيته .

59

نام کتاب : المدرسة الإسلامية نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست