< فهرس الموضوعات > - كمحبّة الرسول ( ص ) للحسن والحسين < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 28 : - التوفيق في اتباع الخاطر الأوّل < / فهرس الموضوعات > هذا الأمر إليك [1] ، ولكن أنت أبو تميم حقّا كما كنّيت . ( قال ) فكان كثيرا ما يقول لي ذلك ويكرّره : أنت أبو تميم حقّا ، وما أعرف يومئذ ما يريد بذلك . ( قال ) وكنت يوم قبض / صلوات اللَّه عليه [2] عليلا متخلَّفا لأمر عرض لي . وسأل عنّي فكرهوا أن يخبروه بعلَّتي ، وأغمي عليه . ثم أفاق فسأل عنّي فقال : ائتوني به ! ثم أغمي عليه كذلك مرارا ، فلمّا أفاق سأل عنّي فأتوا بي إليه ، وقد منع الكلام . فلمّا رآني ضمّني إليه ، ثمّ أغمي عليه ، فنحّيت عنه ، وأفاق فردّني كذلك ، ثم قبض صلَّى اللَّه عليه وآله . ثم قال المعزّ عليه السلام : شهدت مشهدين لو حمّلت الجبال ما حمّلته فيهما لما أطاقته : هذا ، ووفاة المنصور عليه السلام [3] . وهذا ، من فعل القائم عند الموت بالمعزّ [4] لدين اللَّه عليه السلام ، كفعل رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله بالحسن والحسين عليهما السلام / عندما قبض : فقد روي عنه عليه السلام أنّه دعا بهما كذلك وضمّهما إلى نفسه ثم أغمي عليه فنحّاهما عليّ عليه السلام . ثم أفاق فقال : أين ابناي ؟ فقال له عليّ عليه السلام : أزلتهما عنك يا رسول اللَّه لما رأيته بك ، وهذان هما . فقال : فقرّبهما ! وقال : دعهما يستمتعان منّي وأستمتع منهما ! فما زالا كذلك حتّى قبضّ صلَّى اللَّه عليه وآله . حديث في فضل الأئمّة عليهم السلام : 28 - ( قال ) وسمعته صلوات اللَّه عليه يقول : قال لي المنصور عليه السلام فيما أوصاني به : إذا عرض بقلبك أمر فاستحكم فيه ، فإن لم تجد لنفسك
[1] يظهر من كلام القائم أن تعيين ولي العهد موكول إلى الامام وحده ، وأنه في ذلك قد يتجاوز ابنه إلى حفيده . وهذا مخالف للمبادىء الإسماعيلية التي تنص على أن الإمامة تكون في الولد الأكبر بعد والده ، ولا تنتقل من الامام إلى أخيه ، باستثناء السابقة الفريدة في الحسن والحسين . وقد خالف المعز هذا المبدأ حين عين لولاية العهد ابنه الثاني عبد اللَّه فتجاوز ابنه الأكبر تميما ، كما في سيرة الأستاذ جوذر ، 139 ، أو عزله ، كما في أخبار ملوك بني عبيد لابن حماد ص 47 . وخولف المبدأ أيضا فيما بعد حين تنازع الأخوان نزار والمستعلي ابنا المستنصر الفاطمي ، فتولى الإمامة المستعلي - وهو الابن الأصغر - فانشقت الإسماعيلية إلى نزارية ومستعلية . [2] في 13 شوال 334 / ماي 946 . [3] انظر وصف مرض المنصور فيما سبق ص 81 . [4] التركيب الواضح هو : من فعل القائم بالمعز عند الموت .