responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 71


أقول هذا إلَّا تفضيلا لمحمد صلَّى اللَّه عليه وعلى آله إذ جعل اللَّه عزّ وجلّ هذه الكرامة والفضيلة له بأن جعلها في ذرّيته وخلَّدها في عقبه ، فنالوا ذلك بكرامة اللَّه عزّ وجل له ، لا أنّ فضله هو إنّما كان من قبلهم بل هو سيّدهم وسيّد العالمين وبه شرفوا وبفضله استحقّوا ما استحقّوا ، وذلك من نعمة اللَّه وجميل صنعه إليه . فهذا يدلّ على ما ذكرته ويؤيد ما قدّمته من إكرام اللَّه الأئمّة بما يريهم من الفضل في الصفوة من ذرّيّاتهم في أيّام حياتهم لتشفّ [1] أنفسهم بصنعه لهم بعد وفاتهم .
ومن هذا / الوجه ، وممّا يدخل في هذا المعنى ، ما حدّثني به بعض إخواننا عن المنصور باللَّه صلوات اللَّه عليه أنه قال : أردت أن أستعمل على بعض الثغور عاملا فجوّلت فكري في اختيار من أراه يصلح لذلك فلم يقع اختياري كلَّما أجلته ، وفكري كلَّما صرفته [ إلَّا على رجل من أصحابنا ، فلمّا كان اختياري ] [2] لا يقع إلَّا عليه علمت أنّ ذلك من توفيق اللَّه . فأردت امتحان ما عند اللَّه عزّ وجلّ لمن رجوته لمقامي وآثرته بأمري . فكتبت اسم الرجل الذي خطر ببالي في ورقة وختمت عليها ووضعتها بين يديّ ودعوت به - يعني المعزّ لدين اللَّه صلوات اللَّه عليه - فسلَّم ثم وقف ، فقلت : يا بنيّ أردت إخراج عامل إلى بلد / كذا وكذا - وذكرت البلد - فمن تراه يصلح لذلك ؟
فقبّل الأرض وقال : يا مولاي ، وأيّ رأي لي مع رأيك ، واللَّه يمدّك بالتوفيق ؟
فقلت : قل عليّ ذلك . فامتنع من القول وجعل يعتذر ويستعفي .
فقلت له : لا بدّ من أن تقول في ذلك ، فإنّي ذكرت رجلا ، واسمه في هذه الرّقعة فخذ أنت فاكتب من تراه .
( قال ) فلمّا لم يجد من ذلك بدّا تناول قلما ورقعة وكتب ، ودفع إليّ الرقعةَّ فإذا فيها [3] اسم الرجل الذي وقع اختياري عليه ، فحمدت اللَّه على ما أنعم به علي فيه ، ورميت إليه بالرقعة التي ختمت عليها ، وفيها ذلك الاسم وقلت له : فكَّها



[1] في الأصل : لنشق .
[2] في الكلام نقص ، والزيادة منا .
[3] في الأصل : فيه .

71

نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست