responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 70


هنالك ؟ لا واللَّه ما هو بموضع يصلح لذلك ! ولأن تكون بارزا للناس ظاهرا يصل إليك الضعيف ويبلغ حاجته لديك ، وتقف المرأة وتبلغ إليك في استتار ويمكنك إقامة ما يجب من الحدود والآداب ، أهيأ وأجمل / وأفضل .
فقلت : الرأي ما رآه الأمير وفّقه اللَّه وسدّده .
وكان ذلك ممّا رأيت أنّ اللَّه عزّ وجلّ فهّمه إيّاه من وجه الصّواب ، وهداه إليه من فصل الخطاب ، وممّا قدّمت ذكره في الباب الذي قبل هذا الباب [1] .
ثمّ لمّا انصرف خرج إليّ توقيع من المنصور باللَّه صلوات اللَّه عليه مع مال أمر به لابتناء موضع فسيح أجلس فيه حيث يصل فيه إليّ الناس ويمكنهم ما يريدونه من أمورهم على ما ينبغي عندي . فعلمت أنّ ذلك لأمر أجراه المعزّ لدين اللَّه صلوات اللَّه عليه عنده ، على أنّه قال ما قال له قبل ذلك وفعل ما فعله عن علم وحكمة / .
وكذلك كان ما أراه اللَّه المعزّ لدين اللَّه صلوات اللَّه عليه من ذلك الرأي ، فيه للناس رأف ورحمة ، وليس في هذا تغاير ولا اختلاف ، بل هو كلَّه علم وحكمة وائتلاف ، لأنّ الذي رآه المنصور صلوات اللَّه عليه في ذلك هو إعزاز الحقّ وتأييده وإظهار هيبته في القلوب وفي رأي العين . والذي رآه المعزّ صلوات اللَّه عليه هو أرفق بالناس وأجمع للوجهين ، فهما في ذلك كما قال اللَّه عزّ وجلّ في داود وسليمان : * ( « وكُلاًّ آتَيْنا حُكْماً وعِلْماً [2] » ) * . وكان هذا ممّا ذكرنا من إدخال السرور على / أولياء اللَّه بأن يريهم في أوصيائهم وولاة عهودهم في حياتهم ما تقرّ به أعينهم من إيداعهم من العلم فوق ما أودعوهم وتعليمهم من الحكمة أكثر ممّا علَّموهم ، وليس ذلك بنقص لهم بل هو رفعة وفضل وشرف ونعمة منه عليهم ، إذ كان شرف المولود هو شرف الوالد ، وإذ سرور الوالد أن يكون ولده أشرف منه .
وسمعت المعزّ لدين اللَّه صلوات اللَّه عليه يذكر مثل هذا في مجلس ذكر فيه الأئمّة صلوات اللَّه عليهم ، فقال في ذلك : وفضّل اللَّه محمّدا نبيّه صلَّى اللَّه عليه وآله بإمامتهم . ثم بيّن ذلك لئلَّا يتأوّله من سمعه على غير / معناه ، فقال في الوقت : ولا



[1] انظر فيما تقدم حكم المعز في قضية اقتسام ماء السد ، ص 62 .
[2] الأنبياء ، 78 .

70

نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست