< فهرس الموضوعات > 264 : - قحة أهل الباطل وحياء أهل الحقّ < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 265 : - الأئمّة لا يعطون الحكمة إلَّا بمقدار < / فهرس الموضوعات > وتخالفوا أمر اللَّه ( عج ) فيه ولم يقصرهم مروءة ولا أدب صالح عنه . وأهل الحقّ يحجزهم الحقّ عن التعدّي عليهم وتناول ما ليس لهم منهم ويزعهم الكرم / والحياء وشرف الأنفس عن تناول كثير من الواجب لهم عليهم والمباح لهم فيهم .
ثمّ هم لجهلهم وسوء طباعهم يحتجّون على أهل الحقّ بما يوجبه الحقّ عليهم ، إن ظنّوا أنّهم يتجاوزونه إليهم بذلك على أنفسهم إن أمكنهم الفرصة فيهم ، وقد روا على ما يريدونه منهم . ثم إنّ كثيرا منهم يقول لأهل الحقّ إنّهم لا يقدرون لهم على ما يقدرون هم [1] عليه منهم ، وإنّ الذي عرفوا به من الحقّ وكرم الأخلاق يقصر بهم عنهم .
ثمّ تعجّب ( عم ) من ذلك وقال : نعم واللَّه ، إنّهم لكما قالوا ، وما يقدرون إلَّا على ما أقدرهم اللَّه ( عج ) من جهة طاعته واتّباع أمره . فأمّا من خلافه ومعصيته / فما السفل الأشرار بأقدر على ذلك من غيرهم ، ولكنّ حدود اللَّه وأوامره تمنع أهل طاعته وولايته من تعدّيها ، والعفو والفضل والرحمة تقصرهم عن كثير من الأشياء رخّص لهم فيها ، وإنّهم من الغبطة والمسرّة بذلك على أضعاف ما عليه أهل الباطل من مسرّتهم بما ينالونه من وجه باطلهم وغبطتهم بما يدركونه من غير طريق الحقّ بتعدّيهم . وإنّ أهل الحقّ لينظرون إليهم في ذلك طورا بعين الزّراية وطورا بعين الرحمة لما حمّلوه ظهورهم وطوّقوه أعناقهم ممّا يصليهم أليم عذاب اللَّه وناره ، ويلحقهم في الدنيا له من / عاره وشناره ، والحمد للَّه على ما خصّنا [ به ] من فضله ، ونسأله أن يوزعنا شكر نعمه .
حديث في مجلس في فضل القبول عن أولياء اللَّه والرّضى بما أوتوه وترك التخطَّي والتّطاول إلى غيره :
265 - ( قال ) وذكر الإمام المعزّ ( ص ) تطاول أكثر الناس إلى أن يبلغوا من علم أولياء اللَّه ما يجاوز حدودهم ، فقال ( ص ) : يريدون أن يبلغوا من العلم غاية ما أودعنا اللَّه منه وجملة ما خصّنا به من فضله ، فاستودعناه من سرّ حكمته . ولو كان ذلك يجري فيهم ويحبّب لهم لما كان لنا فضل عليهم إذ

[1] في « أ » و « ب » : يقدرونهم .

511