فقال له : هذا الذي حدّثك هذا الحديث ثقة عندك ؟ قال : أي واللَّه ، إنّه لثقة مأمون فقال جعفر بن محمد : هذا الذي روى لك عنه ما رواه ، تعرفه ؟ قال : لا . قال : فلو رأيته بعد هذا فأنكر لك أن يكون [1] حدّث بهذا ولا قال به ، ما كنت صانعا ؟ قال : ما عسى أن أصنع وقد حدّثني به عنه الثقة ، فحملته وحدّثت به / وأفتيت . قال : أفما كنت تصدّق من روى لك عنه في إنكاره ؟ قال : لا واللَّه ، لأنّ الذي أخبرني عنه ثقة مأمون . قال : اذهب لشأنك أيّها الرجل ، فليس عندي حديث وإنّما دخل هؤلاء إليّ لحاجة لهم . فخرج الرجل ، فعطف جعفر بن محمد ( ص ) على أصحابه الذين بين يديه من شيعته ، فقال لهم : أما سمعتم قول هذا وما ابتلينا به من أمثاله من العامّة ، يكذبون علينا ويروي ذلك منهم من يرويه عنّا ثمّ يصدّقهم فيه ولا يصدّقنا إن أنكرناه ؟ ثمّ تعجّب ( صلع ) من جهلهم . حديث في مجلس في منع الحقّ من أهله وتجاوزه إلى غيره : 264 - ( قال ) وسمعته ( ص ) يقول : ما أعجب حكم الحقّ / على أهله وأغفل أهل الباطل عن أمره ! إنّ أهل الباطل يتناولون من أهل الحقّ ما قدروا عليه وأمكنهم منه ، ويتشفّون بدوك ما يصلون به إليهم من قول وفعل بباطلهم وخساسة همّتهم ونذالة أنفسهم ، وكلّ ما أمكنهم منهم نالوه ووصلوا إليه ، ولم يزعهم حقّ ولا تكرّم عنه . وكذلك سبيلهم في كلّ ما حرّمه اللَّه عليهم ، ومنعهم منه ولم يوجبه لهم ، وحال الحقّ بينه وبينهم ، إن قدروا عليه وتناولوه وتجاوزوا الحقّ إليه ،