< فهرس الموضوعات > - الأئمّة لا يضنّون بعلمهم < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - لابدّ من إعلام الإمام بنوايا المغرضين مثل قيصر الفتى < / فهرس الموضوعات > على ما كان عليه أسلافهم من الرّغبة في الحكمة وطلبها وسماعها والمواظبة عليها . فذكرت له مواظبتهم على ذلك واجتماعهم في كلّ يوم جمعة واحتفالهم وغيرهم من أوليائهم [1] إلى الجامع لشهود الجمعة والتهجير إليها ، ثمّ مقامهم بعد انقضاء الجمعة لسماع الفقه والمناظرة فيه قبل انقضاء صلاة العصر ، ثمّ احتفالهم بأجمعهم ومن عسى أن فاتته صلاة الجمعة منهم إلى / القصر المعمور بطول بقائه لسماع الحكمة وما يظهر من إقبالهم عليها ورغبتهم فيها . فقال : هذا الذي نريده منهم ومن غيرهم ممّا فيه حظَّهم وصلاح أحوالهم وتمام نعمة اللَّه عليهم . إنّهم ومن مضى من أسلافهم كانوا مع من مضى من آبائنا - قدّس اللَّه أرواحهم - قليلا ما ينعم عليهم مثل ما ننعم نحن على هؤلاء بحسب ما أوجبه الزمان وجرت به الحكمة في أعصارهم ( صع ) وعصرنا هذا المبارك من بعدهم . إنّهم كانوا يأخذون ما قد [2] سمحوا به من العلم والحكمة لهم ، فلمّا أخذوا ذلك عنهم تركوهم ، ولم ينقموا عليهم تركهم لسؤالهم المزيد من فضل اللَّه ( تع ) لهم . ونحن نبذل لأهل عصرنا / ما يجب في بدء الأمور بذله لهم ، ونزيدهم ما رأينا الرّغبة والإقبال منهم ، وننعم عليهم إذا سكتوا عن طلب الزيادة منّا لهم ونحبّ أن نجعل جميعهم أعلاما يهتدى بهم ، وسرجا يستضاء بنورهم ، وعلماء تقتبس الخلائق منهم . فقبّلوا الأرض بين يديه ، وشكروا فضله وجزيل ما أولاهم من نعمه . فقال ( عم ) : أحبّ لكم ولغيركم خاصّة ولجميع من تمسّك بولايتنا عامّة أن يكون ما تكنّه صدوركم لنا موافقا لما تنطق به ألسنتكم عندنا ، فإنّ اللَّه ( تع ) إنّما يجزي العباد بنيّاتهم ، وإلَّا فمثل من سمع الخائب اللعين قيصر [3] وقد سأله بعض رجالنا رفع حاجة إلينا / فأعرض عنه ، وقال : إنّما تقضى حوائج الرّجال إذا احتيج إليهم ، واليوم فليس لمولانا عدوّ يحتاج معه إلى الرجال .
[1] ب : أوليائه . [2] أ : كانوا يأخذون قبل ما سمحوا به من ب : كانوا قد ما سمحوا به من [3] قيصر : انظر : ص 436 . وفي ب : اللعين - يعني قيصر - .