لا يزال على خير ، وبقدر ما / يعتقده من ذلك ويتحرّاه يرتقي في الدرجات ويتصاعد في المعلومات ويتزيّد في الفضل والخيرات ، حتّى إذا غلبت الشهوة وحلَّت الشّقوة واستحكم الطَّمع وقوي الشّره ، فأعرضوا عن أمرنا وجهلوا حقّنا وصدفوا عن وصايانا ، وخالفوا حدودنا ، وكانت همّتهم أنفسهم أسلموا إليها ووكلوا إلى حولها وقوّتها ، فأظلم نورهم ، وانكسفت أحوالهم ، وساءت أعمالهم ، واستحوذ الشيطان عليهم فأضلَّهم وأعمى أبصارهم ، فخسروا الدنيا والآخرة ، ذلك هو الخسران المبين . وما نولي من نوليه ونستعمل من نستعمله إلَّا ونحن نتوخّى الخير فيه ونحبّه له . وقليل من يعين على محبوبنا / ويمتثل أمرنا . ولو فعلوا لسعدوا وأدركوا فوق ما ابتغوا وأملوا واشتهوا من أمر الدنيا والآخرة ، ولأدركوا خير العاجلة والآجلة ، وبلغوا رضاءنا ورضاء أنفسهم وآمالهم وآمالنا فيهم ، وأسأل اللَّه توفيقهم لذلك وعونهم عليه ، فبذلك تتمّ الخيرات وتعمّ البركات وتشتمل المسرّات .