responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 459


وأظنّ البائس إنّما ظنّ أنّه [1] خاطبه بمثل ما خاطبه به قبل ذلك . فإنّه ( صلع ) قال له قبل ذلك في يوم أحضره إليه : واللَّه إنّك في حالك هذه التي أنت فيها - وإن كنت في الأسر والوثاق - لأفضل ممّا كنت فيه من معصية اللَّه بتخطَّيك إلى ما تخطَّيت إليه ، وتسمّيك بما تسمّيت به ، وإن كرهت ما أنت اليوم فيه . فقال : هو كما قال أمير المؤمنين ( صلع ) . فأحسبه ظنّ أنّ الخطاب الذي خاطبه به أمير المؤمنين ( ص ) في هذا المقام كذلك كان .
فأعرض عنه ( ص ) لمّا رآه لم يفهم قوله ، وعطف على ابن بكر فقال :
أنت يا ابن بكر أمكننا اللَّه منك وأنت على غيّك ، فمننّا عليك ، وأطلقناك من أسرك / وصرفناك إلى بلدك ، فما رعيت الإحسان بل غمطت النّعم وتغلَّبت على البلاد دوننا ، ودعوت [2] إلى غيرنا [3] . وتقول ، فيما انتهى منك إلينا : هؤلاء الفواطم - تعني الذين بناحيتك - تسترضي أحدهم بقلَّة من نبيذ وأترجّتين تهدي ذلك إليه ، وتعني أنّا نحن لا نرضى منك إلَّا بالكثير . فلو عقلت لعلمت أنّ الرّاضي منك بما وصفت ، مثلك في الحال أو دونك ، وليتك أقمت لنا ظاهرا أو كنت واصلتنا بأترجّة لعلَّك كنت تستميلنا بها كما زعمت أنّك استملت من استملته ، ولكنّك نابذتنا وصارمتنا . ثمّ صارت [4] عساكرنا إليك ، فأظهرت أنّك على الطاعة وغلقّت / دونهم أبواب مدينتك ، ولم تخرج إلى عبدنا قائد عسكرنا [5] ، وسألك أن تبعث بابنك ليكون عندنا ، فأومأت إلى أسود بين يديك ، وقلت لرسولي إليك : لو سألني شعرة من رأس هذا الأسود ما أعطيته إيّاها ، وتقاتل عساكرنا ، وتقتل أولياءنا . ثمّ تكتب إلينا أنّه كانت بينك وبين القائد هينمة ، وتسألنا أن نحلَّك محلّ الأولياء عندنا . أفترى لو أنّك أسخطت بعض نسائك بعض [6] السخط فقابلتها بمثل هذا الذي قابلتنا به ، أكانت راضية منك به ؟
فإيّانا يا شقيّ تقابل بمثل هذه المقابلة ، وعلينا تجترىء بمثل هذه الجرأة ؟



[1] أوب : انما .
[2] أ : سموت .
[3] أي إلى المروانيين بالأندلس .
[4] جوهر الصقلي .
[5] ب : سارت .
[6] ب : هذا السخط .

459

نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 459
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست