< فهرس الموضوعات > 187 : - المعزّ يتأمّل فوّارة يندفع ماؤها إلى العلوّ . . < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - فيقارنها بالنفس التوّاقة إلى أصولها العالية < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 188 : - المعزّ يذكر فضل الكعبة . . < / فهرس الموضوعات > وإن كان منّا فضل وعطف على أحد ، امتدح به لمن يصل إليه من نجريه له على / يديه واستعدّه عدّة لنفسه . فسيّئاتهم منسوبة إلينا وحسناتنا مضافة إليهم ، ولكنّ اللَّه يعلم نيّاتنا [1] لخلقه وأمرنا في عباده ، فيجزينا إن شاء اللَّه بذلك ويثيبنا عليه . رمز بالحكمة : 187 - ( قال ) ورأيته يوما جالسا وبين يديه فوّارة ماء تفور وهو ينظر إليها وكانت طريقة الفوّارة عالية ، فنظر إليها مليّا وقال : سبحان من دلّ بكلّ شيء خلقه على عظيم حكمته . ونظر إليّ فقال : أترى هذا الماء ؟ قلت : نعم يا مولاي . قال : أما علمت أنّ له أصلا عاليا في الموضع الذي يأتي منه [2] ؟ قلت : نعم [3] يا مولاي . قال : أوليس الماء شبحا كثيفا شأنه الرسوب والانصباب إلى ما سفل ؟ / قلت : نعم . قال : ولكنّ مثل هذا إذا خرج محصورا كما ترى ارتفع وسما إلى الأصل الذي خرج منه ، وإن كان من طبعه الانحطاط . قلت : أجل . قال : وكذلك الأنفس العالية تطلب مراقي أصولها ، وهي أجدر بذلك من هذا الماء الذي طبعه الرسوب . فبمثل هذا فليعتبر أهل الألباب ولا ينظروا إلى ما في الدنيا كنظر البهائم . في وجوب إقامة الظاهر والباطن : 188 - ( قال ) ورفع إليه بعض من يقف بين يديه رقعة فقرأها . ثمّ نظر إليّ فقال لي : هذه رقعة فلان ، ذكر لنا يوم ركبنا ، الحديث الذي يروى
[1] قراءة تقريبية . [2] هذا يدعم ما ورد في ص 332 من أن المعز جلب الماء من الجبال الواقعة غربي القيروان . [3] ب : أجل .