< فهرس الموضوعات > - النعمان يشكو جورهم إلى المعزّ . .
< / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - فيثبّته على منهجه . .
< / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - ويدعوه إلى الاعراض عنهم ، أسوة بالأئمّة < / فهرس الموضوعات > وأسعى بهم وأحرّك ما فيه حتفهم ، وما علموا أنّهم يكرهونه ، ونسبوه إليّ ليوغروا صدورهم عليّ ويذهبوا بشكرهم لي مع أصناف من الحيل والأذى والمكر لا يفترون عنها ولا يملَّون منها - يطول ذكرها - ووجوه من الأذى كثيرة ثبتت عندي وصحّت لي .
فضاق صدري بها وحملني ذلك بعد صبر طويل على رفعها إلى المعزّ لدين اللَّه ( صع ) فضمّنت جملا منها رقعة ودفعتها إليه .
فوقّع إليّ بخطَّه في ظهرها : يا نعمان ، واللَّه لولا معرفتي بك لنسبتك عند وقوفي على رقعتك هذه إلى الجهل ، إذ كنت قد علمت ما مرّ على مواليك من أذى من نصب لهم / وعاداهم وردّ أمر اللَّه ( عج ) وكذّب رسوله فيهم ، من المحن العظيمة . لكنّ أنفسنا قد تمرّنت على حمل المكروه ، وظهورنا قد قويت على النهوض بأثقاله . وأنت بحمد اللَّه ، فلم ينلك ما يدخل عليك منه نقص في دينك ولا ذلّ في دنياك ، وقد ضقت من هذا الذي وصفته وبلغ منك . أفما علمت أنّك الجاني على نفسك ما منه ضجرت [1] إذ قد تبيّن لك مخالفة السّفل الرّعاع لأولياء اللَّه ورفضهم لأحكام اللَّه ونصبهم وطعنهم على أتباع الحقّ وأهله ، وأردت أن لا يكون منهم ما قد كان إليك . فكنت تدعنا وتتّبعهم وتتعافى ممّا قد بلينا وبلي أتباعنا به منهم .
وإذا كنت اتّبعتنا على / بصيرة ومعرفة فاصبر على ما لا بدّ منه فقد قال مولاك عليّ ( صع ) : رضى الناس غاية لا تدرك ، وحسبك عملك بطاعة اللَّه وعملهم بمعاصيه . وأنت أعلم بنفسك منهم بك . فإن كان بينك وبين اللَّه شيء تخافه ، فمنه فاحذر ! وإن لم يكن ، فهذا لك زيادة في الأجر . ولقد كان الواجب عليك أن تسأل اللَّه الزيادة لك من هذا الحسد ، فإنّك لا تزداد بقربنا رفعة إلَّا زدت من كثرة الحاسد وكيد الكائد . فإن كنت سألت اللَّه رفع ذلك عنك في حين ضيق صدرك فاستقل الآن ! فقد كان بعض الحكماء إذا دعا اللَّه لنفسه قال : ربّ اجعلني محسودا ولا تجعلني مرحوما ! ثق /

[1] ب : زجرت .

349