responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 320


< فهرس الموضوعات > - فيصنعه له بعض صنّاعه . .
< / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - فإذا فيه فوائد عجيبة < / فهرس الموضوعات > من المداد عنه ، ولا يكون ذلك إلَّا عندما يبتغى منه ويراد الكتابة به ، فيكون آلة عجيبة لم نعلم أنّا سبقنا إليها ودليلا على حكمة بالغة لمن تأمّلها وعرف وجه المعنى فيها .
فقلت : ويكون هذا يا مولانا عليك السلام ؟ ! / قال : يكون إن شاء اللَّه .
فما مرّ بعد ذلك إلَّا أيّام قلائل حتّى جاء الصانع الذي وصف له الصنعة ، به ، معمولا من ذهب فأودعه المداد وكتب به فكتب ، وزاد شيئا من المداد على مقدار الحاجة . فأمر بإصلاح شيء منه فأصلحه وجاء به فإذا هو قلم يقلب في اليد ويميل إلى كلّ ناحية فلا يبدو منه شيء من المداد . فإذا أخذه الكاتب وكتب به كتب أحسن كتاب ما شاء أن يكتب به . ثمّ إذا رفعه عن الكتاب أمسك المداد .
فرأيت صنعة عجيبة لم أكن أظنّ أنّي أرى مثلها وتبيّن لي فيه مثل حسن في أنّه لا يسمح بما عنده إلَّا عند طلب ذلك منه ، وفيما يعود بالنّفع ممّا جعل سببا / له ، ولا يجود لغير مبتغ ولا يخرج ما فيه إلَّا لمن يجب إخراج ذلك له لمن يحبّ ، ولا يخرج منه ما يضرّ فيلطخ يد من يمسكه أو ثوبه أو ما لصق به ، فهو نفع ولا ضرر ، وجواد لمن سأل ، وممسك عمّن لم يسأل ، ومستغن بما فيه عن غيره أن يستمدّ منه .
وهذا نحو بعض ما قال بعض العامّة في القلم إنّه أوّل شيء خلقه اللَّه عزّ وجلّ ، فقال له : اكتب فكتب [1] .



[1] نستغرب أن يسند القاضي النعمان ما جاء في القلم إلى العامة . والحال أن الإسماعيلية هم أصحاب هذه المقالة كما تدل عليه نصوص منهم كثيرة : فهم يطلقون اسم القلم على العقل الأول الذي هو الموجود الأول . ويقول السجستاني ( المتوفي سنة 363 ه تقريبا ) في كتاب إثبات النبوات ص 47 في وجه الشبه بين العقل والقلم : « وبحق أيضا شبه العقل بالقلم لأن صور الحروف والأسماء والكلمات والعلم وهي في القلم شيء واحد ليس له مع بعض الحروف مشاكلة ومناسبة ولا من بعضها منافرة ومباعدة ، ولو شاكل القلم بعض الحروف أو نافر عن البعض لظهر المشاكل له قبل المنافرة عنه ، وليس يوجد في القلم هذا الحال بل يتبين للناظر أن اختلاف أشكالها وتأليفاتها إنما هي من أجل حركة الكاتب لا من أجل القلم في ذاته . كذلك جميع الأشياء في السابق لم تتفاوت في جوهريته » . ويرى مفكرو الإسماعيلية أن الآية « ن والْقَلَمِ » تطلق على العقل والنفس ، فالنون كناية على النفس ، والقلم على العقل ، وفي ذلك يقول حاتم بن إبراهيم الحامدي في مجالسه ص 160 أمخطوط : « ن والقلم : خلق اللَّه القلم من شجرة في جنة الفردوس يقال لها الخلد فقال ( تع ) : اكتب ؟ قال يا رب وما أكتب ؟ قال ( تع ) : اكتب ما كان وما هو كائن فكتب القلم ما قال الرب في رق أصفى من الياقوت وأشد بياضا من الفضة ثم طوى ذلك فجعله في ركن العرش « وهو أول شيء خلقه اللَّه » ( مجالس 124 أ ) . ويقول السجستاني في كتاب الافتخار ص 43 مخطوط : « أما القلم واللوح فإنهما يضافان إلى الأصلين ( أي العقل والنفس ) ويستعملان في إفادة التراكيب » .

320

نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست