responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 233


حقوق العباد أنصفنا منه بحسب الواجب فيه . وما علمنا أو خشينا دخول الفساد / من أجله وأن يترقّى الأمر فيه ، إذا تركناه ، إلى ما هو أعظم منه ، لم يسعنا تركه ، واستعملنا العقوبة فيه بقدر ما يوجبه الجرم ويلزمه الذّنب . وما كان من حقوق اللَّه عزّ وجلّ أمضيناه على ما افترضه علينا واسترعانا إيّاه . ولو أنّا أمضينا العقوبة على كلّ ذنب ممّا العفو فيه إلينا ، لأورثنا الإحن وسبّبنا أسباب الفتن على غابر الزمان وزرعنا بين النّاس العداوة وأقمنا لهم سوق الطَّلب بالثارات في الأنفس والأعقاب ، على مرّ الدهور والأحقاب ، لأنّ الذي عسى أن ينتصف اليوم منه بسعي ساع سعى عنه [1] بذنبه إلينا ، قد تدور له / دائرة السوء على الساعي به يوما ، فيطالبه بثأره أو عقبه من بعده .
وهذا القول مأخوذ من قول اللَّه أصدق القائلين : * ( « خُذِ الْعَفْوَ وأْمُرْ بِالْعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ وإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِالله إِنَّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ [2] » ) * . فأمر اللَّه عزّ وجلّ نبيّه محمّدا صلَّى اللَّه عليه وآله بالتعوّذ به من نزغات الشيطان الحاملة عليه والعرف [3] عند الغضب والقدرة .
( قال المعزّ عليه السلام : ) ولقد سمعت المنصور باللَّه عليه السلام وقدّس اللَّه روحه كثيرا ما يتعوّذ باللَّه من ذلك ، ويقول : إنّه ربّما جاءني من الغضب / ما لا أملك معه الصّبر . وهذا نبيّ اللَّه موسى عليه السلام قد وصف اللَّه ما [4] صنعه عند الغضب من أنّه ألقى الألواح التي أنزلها اللَّه عزّ وجلّ عليه وأخذ برأس أخيه يجرّه إليه . ووصف نبيّه محمدا عليه السلام باللين والرحمة ، فقال : * ( « فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ ولَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ واسْتَغْفِرْ لَهُمْ » ) * الآية [5] . وقال : * ( « واصْفَحْ إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [6] » ) * .



[1] ننتظر : به .
[2] الأعراف ، 199 - 200 .
[3] أي الصبر والتأني والحلم .
[4] في الأصل : عما .
[5] آل عمران ، 159 .
[6] المائدة ، 13 .

233

نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست