responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 230


ومن الجوهر ما هو دون ذلك يؤثّر فيه / بعض التأثير اليسير ويقبل بعض الفساد ويحيله بعض الأعراض . وكذلك مثله في الأنفس على هذا التمثيل .
والجواهر ، منها [1] الرّخو الرطيب ممّا لا يدرك أيضا مقاديره [2] [ ل ] تفاوته في الصّلابة والرّطوبة وقبول الفساد والامتناع منه . / و / بحسب ذلك الأنفس على ما مثّلته لك من التفاوت في حالاتها وطبائعها .
( قال ) ومن الجوهر ما يكون ملبسا بحجارة من غير جنسه فتنكسر [3] عنه ويحكّ عنها فيخرج من داخلها فتكون عليه كالغلاف ، ومنه ما يكون مكنونا في أصداف قد أطبقت عليه ، ومنه ما يكون في / معادنه يستخرج من داخلها وذلك كلَّه مثل اكتناب [4] النفس في الجسم . وبقدر تفاوت ما بين الجوهر وما يكنّه في الفضل ، كذلك تفاوت ما بين الجسم والنفس في الشّرف والقدر .
ومن حجارة الجوهر ما يكون صفاؤها ظاهرا بيّنا فيها ، إلَّا أنّها تكون على الجلاء والصّقل أصفى وأظهر رونقا ، كما تكون النفس الشريفة متهيّئة لقبول الحكمة ، فإذا علَّمتها [5] لقنت وق / ب / لت . ومنها ما لا يكاد يرى بصفاء ، فإذا حكّ وجلَّي ظهر صفاؤه ورونقه ، وذلك مثل النفس القابلة للتعليم والتلقين .
ومنه ما إذا صقل وحكّ ظهر فيه بعض الرونق / ولم يكن له صفاء يشتف له ويظهر منه ما تداخله ، وذلك مثل النفس القليلة الضبط للتعليم والقبول للحكمة من بين الأنفس . ففي هذا أيضا من التفاوت والدرجات ما لا يدرك حظَّه [6] .
ومن الحجارة ما لا يظهر له رونق ولا جوهر ولا صفاء فإذا حكّ وصنع به ما شاء أن يصنع به الصانع لا يتبيّن فيه صفاء ، وذلك كالإنسان الذي لا يفهم ولا يعلم ولا يلقن ، فهو كمن لا نفس له ولا روح فيه ، كذلك [7]



[1] في الأصل : ومن الجواهر منها الرخو الخ
[2] في الأصل : مقاديرها .
[3] في الأصل : ستنكسر .
[4] كنب الشيء في جرابه : أودعه وأغمده .
[5] في الأصل : عملتها .
[6] في الأصل : حفظه .
[7] في الأصل : كما ذلك .

230

نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست