< فهرس الموضوعات > 108 : - المعزّ يمثّل النفوس بالجواهر . . < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - في صلابتها ورخاوتها ، ونفاستها وحقارتها . . < / فهرس الموضوعات > بسم الله الرحمان الرحيم 108 - قال القاضي النّعمان بن محمد : قد ذكرت قبل هذا ما سمعته من المعزّ عليه السلام في ذكر الجوهر ومن يعرف مقداره ويرغب فيه ، ومن يجهله ولا يدريه ، وتنزيلي ذلك منه رمزا عن الحكمة ، وتمثيلا لها بالجوهر [1] . ثمّ إنّي بعد ذلك ذكرت له في مجلس جلست فيه بين يديه عليه السلام تنزيلي ذلك وتمثيلي إيّاه فاستصوبه عليه السلام وارتضاه وقال لي : أزيدك يا نعمان في ذلك وأفتح لك فيه . فقلت : يا مولاي ، إنّي إلى ذلك لمحتاج وفيه راغب . فقال عليه السلام لي : إنّ مثل الجوهرة النفسية كمثل النفس الشريفة وبقدر تفاوت ما بين الجوهر / في النفاسة والخطر كذلك قدر تفاوت ما بين الأنفس في الجلالة والقدر : فمن ذلك الرفيع وما هو دونه ، والمتوسّط وما يقاربه ، والدون وما يشاكله فيما لا يحصى تفاوته بين الجوهر . وكذلك النفس . ومن الجواهر الصّلب الذي لا يؤثّر فيه شيء من الأشياء ، ولا يقبل الفساد ولا تحيله الأعراض . ومثل ذلك الأنفس العالية التي لا يؤثّر فيها شيء من الأشياء ، ولا يدخلها فساد ولا يغيّرها عرض من الأعراض ، وهي من الإخلاص والصفاء بمنزلة إخلاص الجوهرة الشريفة وصفائها .