< فهرس الموضوعات > - المعزّ يتّهم الناصر بالفجور < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - المعزّ يدفع تهمة الناصر له بموادعة الروم . .
< / فهرس الموضوعات > لنا ، فوصفنا إحسان اللَّه عزّ وجلّ في ذلك إلينا وفضله وإنعامه علينا . وهذا هو يفتخر علينا بملك مال تغلَّب عليه ، ومن الحرام اكتسبه ، وبسلطان تعدّى عليه واغتصبه ، يكاثرنا لاهيا كما قال اللَّه تعالى : * ( « أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ » ) * إلى آخر السّورة [1] . وهذا وعيد اللَّه لهذا الفاسق ولأمثاله الذين ألهاهم التّكاثر بما تغلَّبوا عليه من أموال [2] .
فهذا الذي [ به ] فخر ، عائد عليه وزره وإثمه ووباله ، والقليل من ذلك كان أخفّ عليه وأولى له . وما استكثر منه فإنّما استكثر به من سخط اللَّه وغضبه .
وإنّما هو في ذلك بمنزلة / السارق يفخر بما سرق ، والخائن يكاثر بما به خان ، فليفاخر وليكاثر بذلك على أمثاله ويباهي به نظراءه وأشكاله الذين تعبّدوا الدنيا فآثروها واطَّرحوا الآخرة ورفضوها واستعدّوا منها ما استعدّوه لمعاصي اللَّه وما يبعدهم منه كالذي استعدّ له هذا الشقيّ من الملاهي والخمور واعتكافه على المخازي والفجور . فقد روي عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله أنّه قال : من أراد أن يعرف مال إمرىء من حيث اكتسبه فلينظر فيم ينفقه ، فإنّ الحرام في مثله ينفق . وقال : يسأل كلّ امرئ منكم عن ماله ممّ اكتسبه وفيم أنفقه .
وهذا ممّا لا يشكّ فيه / أحد منكم . إنّ الحرام إذا أنفق كان حراما ، لأنّه ليس لمن اكتسبه أخذه ولا إنفاقه [3] .
وفي الفصل الثالث :
( قال ) وكان في فصل من فصول هذا الكتاب أنّ الروم ، بزعم من كتبه ، قد غلبوا علينا وأسروا خلقا من المسلمين من أساطيلنا ، وأنّا وادعناهم على تركهم ، إيثارا لحرب المسلمين .
فقال المعزّ أمير المؤمنين عليه السلام : أفلا تعجبون لهذا الخائن الكاذب ؟ لو أنّ هذا القول ممّا تزيّن به عند أهل موضعه لكان قبيحا شنعا من الكذب ، فكيف بأن يكتب به إلى من يعلم باطله ، ويقف على كذبه ؟ فهل علمتم أنّ الروم

[1] التكاثر ، 1 .
[2] في الأصل : أمواله .
[3] حديث : من أراد أن يعرف مال امرئ وحديث : يسأل كل امرئ عن ماله لم تذكرهما أمهات الحديث . وإنما ذكر الترمذي ج 9 ص 253 عبارة : يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه .

179