responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 169


ارجع بجوابي هذا إليه فما له عندي سواه ، وما لي من الأمر شيء / إنّ الأمر كلَّه للَّه * ( « عَلَيْه تَوَكَّلْتُ وإِلَيْه أُنِيبُ [1] » ) * * . فإن حرّكني اللَّه إليه وقذف في قلبي حربه وغزوه فلا أشكّ أنّ اللَّه عزّ وجلّ أراد قطع دابره واستئصال شأفته وتطهير الأرض من رجسه وحسم أيّامه ومدّته ، وإلَّا يقذف ذلك في قلبي ويصرف إلى من سواه وجهي فلأمر هو بالغه فيه وإملاء هو محتجّ به عليه ومدّة سبقت في علمه له . قال اللَّه عزّ وجلّ : * ( « ولا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً [2] » ) * . فلينتظر أحد الأمرين وليتوقّع وجها من الوجهين : إمّا هلاكا يعجّل اصطلامه وإمّا إملاء [3] من اللَّه يوفّر آثامه . ونحن ننتظر من اللَّه عزّ وجلّ إحدى / الحسنيين ونرجو منه لنا خير الأمرين : إمّا نصر من اللَّه يعجّله لنا عليه فيشفي قلوبنا وقلوب المؤمنين به ، وإمّا [4] أن يملي له على ما هو عليه من معاصيه ومساوئه ومخازيه ، ففي ذلك سرور من رأى عدوّه عليه . فقد كان يقال : حسبك درك أمل من عدوّك أن تراه عاملا بمعاصي اللَّه ، وذلك أنّ المعاصي تعجّل الدّمار أو تولج عمّا قليل عذاب النّار .
وصرف الرّسول وأمر الذي ورد عليه الكتاب [5] أن يجيب عن كتابه إليه جوابا غليظا ويتواعده فيه ، ففعل . وانصرف الرّسول بالجواب والكتاب .
فوقع البائس [6] في المكروه واستولى عليه الخوف ، فردّ الرسول بكلام / لطيف وكتب الجواب إلى الذي كتب إليه أوّلا على لسان بعض رجاله بما ألان فيه القول ، وسدّد واستعطف وتواعد بعد أن جمع - فيما يقال - وزراءه [7] وكتّابه لتأليفه ، واحتجّ بزعمه فيه وأنفذه مع الرّسول . وأتبعه برسول آخر



[1] الشورى ، 10 .
[2] آل عمران ، 178 .
[3] الاملاء : التأجيل والامهال .
[4] في الأصل : فاما . وقد قابلنا ب « واما » عبارة : اما نصر
[5] لا ننس أن رسالة الأموي كتبها رجل من خاصته إلى رجل من خاصة المعز ، والنعمان لا يذكر الأسماء
[6] أي الناصر .
[7] في الأصل : وزاده .

169

نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست