< فهرس الموضوعات > - كتمان اسم المؤلَّف أدعى للتعلَّق بالكتاب عند العامّة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 80 : - الأئمّة رعاة الأمّة أمناء عليها . . < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - وأجرهم عندها قليل < / فهرس الموضوعات > وذكرت ذلك للمنصور باللَّه عليه السلام فكان ذلك سبب اطَّراحه عنده ، ووقف على جهله بما كان يدّعيه وينسب إليه . ( قال ) ومن هذا المعنى أنّه أمرني المعزّ عليه السلام بجمع شيء قد أفادنيه وجسّمه لي وأنهج لي معالمه ومعانيه . فبعد أن بسطت شيئا منه رفعت / ه / إليه وارتضاه واستحسنه ، وقال : من كماله أن يكتم ذكر صاحب تأليفه فإنّه ، لا يعظم في قلوب العامّة إلا ما أعلمهم عمّن لم يلحقوه أو من جهلوه / فلم يعرفوه ، وذلك لسوء تمييزهم ولجهلهم ، وإنّما قصدنا إلى هداهم وتقويمهم ، فمن حيث أمكننا ذلك استعملناه فيهم [1] . حديث ذكر في مجلس في أحوال الأئمّة عليهم السلام : 80 - ( قال ) وسمعته عليه السلام يوما يقول : واللَّه ما ننال من الدنيا إلَّا دون ما يناله كثير من سائر الناس فيها ، وإنّ أكثرهم ليأكل ويشرب منها فوق ما نأكل ونشرب ، وإنّا لنلبس ويلبسون ونركب ويركبون وننكح وينكحون ، وإنّا مع ذلك نتعب لصلاح أحوالهم ودفع الضرّاء عنهم وهم وادعون ، وقليل من يعرف لنا ذلك منهم فيشكره ، بل أكثرهم يجهل ذلك / ويكفره ، ولو كان ذلك منّا لهم لتركناه ، ولكنّه شيء افترضه اللَّه عزّ وجلّ علينا وألزمناه . فذكرت لقوله هذا قولا كنت سمعته من المنصور عليه السلام ورفع مقامه [2] ، وقد دخلت إليه بعد أن عهد إليه القائم عليه السلام ، أهنّئه بما أفضى اللَّه عزّ وجلّ إليه من الكرامة [3] . فقال : يا نعمان ، وما عسى أن يكون الدرك في هذه الدنيا القليلة الوزن ؟ واللَّه ، لتاجر تكون بضاعته ألف دينار ينال من الدنيا ما عسى أن لا نناله منها . واللَّه لولا إقامة حقّ للَّه [4] عزّ وجلّ نقيمه ، وأمر بمعروف ونهي عن
[1] ينصح المعز القاضي النعمان بكتمان أسمه من كتب المذهب التي يؤلفها مستمدا منه مادتها ، وذلك حتى تنفق عند « العامة » ، ولا ينفر منها جمهور السنيين حين يعلمون أنها من كتب الشيعة . وفي هذه النصيحة ما يبعث على التساؤل عن عدد الكتب التي ألفها النعمان دون أن ينسبها إلى نفسه . [2] ورفع مقامه : دعاء ثان لا يعطف على : عليه السلام . [3] عهد القائم إلى المنصور سرا يوم دفن المهدي ( 14 ربيع 1 سنة 322 / 4 مارس 934 ) ولم يعلن عن ولاية العهد للمنصور إلا بعد سبع سنوات ، كما ورد في سيرة جوذر ص 40 . أو بعد اثني عشر عاما على قول ابن حماد وابن عذاري وابن خلدون : رمضان 334 / ماي 946 . انظر التعليق 48 لناشري سيرة الأستاذ جوذر وتعليق مترجمها ماريوس كانار ص 55 و 56 . وانظر ص 220 وص 448 . [4] في الأصل : إقامة حق اللَّه .