< فهرس الموضوعات > 55 : - المنصور يعلَّم المعزّ الجدل والمناظرة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 56 : - المرء يقصر عن شكر اللَّه لا محالة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 57 : - كتابان للنعمان < / فهرس الموضوعات > * ( بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُه فَإِذا هُوَ زاهِقٌ ولَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ [1] » ) * . واللَّه ما لمن خالفنا غير الويل في خلافه إيّانا ! ثمّ قال : لقد كان المنصور عليه السلام إذا أفادني شيئا من العلم والحكمة قال لي : قل في هذا ما يعرض لك أنّه يدخل فيه . فربّما قلت : ما عرض لي فيه شيء ، فيقول : فاسأل عمّا أشكل عليك منه ، فلا يكون عندي فيه إشكال ، فأقول : ما أشكل عليّ منه شيء . فيقول : قل فيه بما عسى أن ترى أنّ عدوّنا ومخالفنا يقول ، فإنّ العلم والحكمة لا يثبتان في القلوب إلَّا بعد الحجّة والمعارضة / . فربّما قلت في ذلك فيتفجّر عليّ منه من بحور العلم والحكمة ما لم أكن أؤمّله ويزيدني من الفوائد ما لم أكن أرجوه ويظهر لي في ذلك ما لم أكن أظنّه . فهكذا فافعلوا تأخذوا الحكم وتكثر الفوائد عندكم ! 56 - ( قال ) وسمعته صلوات اللَّه عليه يعدّد نعم اللَّه عزّ وجلّ عليه ويستقلّ شكره عليها ، فقال في بعض ما قاله من ذلك : واللَّه لو عبد اللَّه امرؤ عمر الدنيا راكعا وساجدا لا يفتر ، وذاكرا صائما لا يفطر ، ليقضي بذلك حقّ شكر شربة ماء سقاه اللَّه عزّ وجلّ إيّاه ، ما قضى ذلك ولا أقلّ منه ممّا أنعم به عليه . وكيف يقضي ذلك ببذل النفس / المشكور بذلها ، خلقها فسوّاها ، أو ببذل نعمة هو أفادها وأعطاها ، أو بطاعة وعبادة هو هدى إليها وأولاها وأيّدها وقوّى عليها وسدّد وفتح فيها ؟ وكيف يشكر من خلق فسوّى ، وبصّر فهدى ، وأنعم وأعطى ، وعصي فعفا ، ومنّ من المنن بما لا يحصى ، ولا تبلغ نهايته فتستقصى ؟ اللهمّ إنّي بالعجز أبوء إليك ، وبالتقصير أعترف عندك عن بلوغ شيء من شكرك . 57 - ( قال ) وأمرني صلوات اللَّه عليه وأدام علوّ أمره بجمع أخبار الدولة في كتاب [2] ، ومناقب بني هاشم ومثالب بني عبد شمس في كتاب [3] ، ففعلت وجمعت من كلّ فنّ من هذين الفنّين كتابا / ضخما جامعا يجتمع على أجزاء كثيرة على ما رتّبه لي وأفادنيه [4] عليه السلام ، ورفعتهما إليه فاستحسنهما وارتضاهما
[1] الأنبياء ، 18 . [2] لعله كتاب « افتتاح الدعوة وابتداء الدولة » أو ك . « شرح الأخبار عن الأئمة الأطهار » ( رقم 78 من ثبت إيقانوف ) . [3] ثبت إيقانوف تحت عدد 77 بعنوان : ك . المناقب والمثالب ، أو مناقب بني هاشم ومثالب بني أمية . [4] يدل هذا النص وغيره في هذا الكتاب أن المعز هو الذي يشير على النعمان بمادة كتبه وطريقة تبويبها