responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 57


فهذا كلَّه يؤيّد ما قاله المعزّ لدين اللَّه ( ص ) ويؤكَّده [1] . وكلّ قول أولياء اللَّه ، إذا تدبّره من وفّق لفهمه ، أصابه مؤكَّدا بقول اللَّه جلّ ذكره / وقول رسول اللَّه ( ص ) .
جواب عن سؤال في مسايرة .
6 - قال القاضي : ولما استقضاني المنصور باللَّه ( صلع ) بالمنصوريّة [2] وأقمت بها كنت إذا وقفت للسلام عليه ، قبّلت الأرض بين يديه تعظيما له وإجلالا لمكانه . فقال لي مرارا كثيرة : لا تفعل مثل هذا يا نعمان ! وأنا كلّ ذلك أفعله وأرى أنّ نهيه ذلك ليس بنهي كراهية إذ كان المعزّ صلوات اللَّه عليه يومئذ يفعله ومن دونه من الخاصّة وسائر الناس خلا من يجهل حقّه من الرعاع الذين لا يعقلون . فكرهت الدخول في جملتهم والكون في ذلك معهم إلى أن خرج صلوات اللَّه عليه يوما لبعض / ما كان يخرج إليه ، وخرج المعزّ ( ص ) معه بحسب ما كان يخرج إليه .
فقبّلت الأرض بين يدي المنصور باللَّه ( ص ) فقال لي بقول مغلظ منكر : قد نهيتك عن هذا مرارا ثم لا أراك تنتهي عنه ! فجاءني من ذلك ما تحيّرت به واغتممت له ولم أدر كيف الوجه فيه . فقصدت حينئذ إلى المعزّ عليه السلام وهو بين يدي الموكب وراء [3] ظهره فذكرت له ما كان منه إليّ ، ورأى أثر الغمّ من ذلك عليّ ، فتبسّم ( ص ) في وجهي وقال : لا يغمّك ما سمعت من أمير المؤمنين عليه السلام ولا يصرفك ذلك عمّا كنت تفعله ، ودم عليه ولو نهاك / عن ذلك ألف مرّة . فو اللَّه للَّذي يجب له من الحقّ وينبغي له من التعظيم أكثر من ذلك .
فأزال قوله ( ص ) عنّي ما كنت أجده ، وتدبّرت ما ذكره وأمر به من ترك امتثال أمر الإمام صلوات اللَّه عليه وما أمر به من ارتكاب نهيه ، فوجدت كثيرا من أمر اللَّه عزّ وجلّ ونهيه في كتابه يخرّج على غير الإلزام ويجرى على وجوه من التأديب



[1] في الأصل : ويوكل .
[2] يسمي النعمان قاضيا على المنصورية سنة 337 عند فراغ المنصور من بنائها مباشرة ولم يكن مسجدها الجامع قد بني بعد .
[3] في الأصل : ورأى .

57

نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست