فما رضي أن أخبرني بذلك عليه السلام حتى حلف عليه باللَّه مرارا ، يؤكَّده عندي . فنظرت فيما قاله من ذلك عليه السلام وأكَّده ، فوجدت كتاب اللَّه يؤيّده ، وخبر الرسول ( ص ) يشدّه ، وقول جعفر بن محمد الصادق ( ص ) يعضده : فأمّا كتاب اللَّه ، فقوله جلّ وعزّ : * ( « ومَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّه مِنْهُمْ [1] » ) * ، وقوله حكاية عن خليله إبراهيم / عليه السلام : * ( « فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّه مِنِّي [2] » ) * . وقول رسول اللَّه ( صلع ) : سلمان منّا أهل البيت [3] . وسلمان فارسيّ النسب إلَّا أنه كان يتولَّى أهل بيت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله فنسبه إليهم وأدخله في جملتهم ، وقال ( ص ) لبعض من خاطبه : أنت مع من أحببت [4] . وقال جعفر بن محمد صلوات اللَّه عليه لبعض شيعته : أنتم منّا أهل البيت . فمن تولَّى أولياء اللَّه ونزع إليهم وكان في الدنيا معهم سيّما في حال الضيق والشدّة والبأساء والضرّاء والمحنة ، فهو معهم في الجنّة برحمة اللَّه ، وفي عدله . وقد قال اللَّه تعالى جلّ ذكره : * ( « ولا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ [5] » ) * فإذا / كان من ركن إلى أعدائه أدخله النار ، فمن عدله أن يدخل الجنّة من عدل عنهم وركن إلى أوليائه . كما روينا عن جعفر بن محمد صلوات اللَّه عليه أنّه قال : من حفظ مال يتيم عليه وثمّره له ، أدخله اللَّه الجنّة . فقال له بعض من سمع ذلك منه : يا ابن رسول اللَّه ( صلع ) من أين قلت هذا ؟ أشيء بلغك عن رسول اللَّه ( ص ) ؟ قال : أوليس من عدل اللَّه أنّه لمّا تواعد من أكل أموال اليتامى بالنّار ، أن يدخل من حفظها وثمّرها الجنّة ؟
[1] المائدة ، 51 . [2] إبراهيم ، 36 . [3] سلمان الفارسي : صحابي جليل ، أسلم بالمدينة بعد أن كان مزدكيا ، ولازم الرسول ( ص ) حتى قال فيه هذه الشهادة : سلمان منا أهل البيت . وقال فيه علي : علم العلم الأول والعلم الآخر ، وهو بحر لا ينزف . ( أسد الغابة ، ترجمة عدد 2149 ) ، وقد حظي باجلال خاص عند الشيعة ، ونسجت حوله الأساطير . توفي بالمدائن سنة 36 ه . [4] البخاري : فضائل الصحابة ، 6 أدب 95 - 96 . [5] هود ، 113 .