بسم الله الرحمان الرحيم حديث في مجلس في فساد الناس :
262 - قال القاضي النعمان بن محمد [1] : سمعت الإمام المعزّ لدين اللَّه ، صلوات اللَّه عليه ، يذكر فساد أحوال النّاس وما يحاوله من أمورهم ، وما يناله من صعوبة سياستهم ، فقال : واللَّه ما ندري أيّ وجه نقصده بهم ، فنجد فيه راحة ممّا نحاوله ونزاوله من أمرهم . قد قلَّدنا / اللَّه ( عج ) أمورهم ، واستخدمنا في تقويم أسبابهم ورعايتهم ، وهم من سوء الحال وقلَّة الإنصاف منهم وعدم الخير فيهم في غاية المكروه . فإن أعرضنا عنهم وتركناهم كنّا قد ضيّعنا ما افترضه اللَّه عزّ وجلّ علينا من أمرهم . وإن نحن أقمنا الواجب فيهم [2] أهلكناهم عن آخرهم لعموم المكروه واشتماله عليهم . وإن نحن أهملنا ذلك لهم كنّا قد أبحنا ما أمر اللَّه ( عج ) بتحظيره وما نهى عنه ونعوذ باللَّه من ذلك .
واللَّه ما مثّلت نفسي وإيّاهم إلَّا برجل ابتلي بدخلة سوء وولد سوء : إن هو أبدى عوراتهم وهتك أستارهم فضح نفسه وهتك ستره ، وإن هو تركهم

[1] ب تضيف : قدس اللَّه روحه .
[2] أ : منهم .

507