أمره ولا أن نخالف حكمه بل نصبر على ما أوذينا كما صبر أولو العزم من قبلنا ، وكما أمر اللَّه بذلك محمّدا نبيّه جدّنا ( صلع ) ، فقد قال وهو أصدق القائلين : * ( « فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ولا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ [1] » ) * . وما عذاب اللَّه من الظالمين ببعيد ، بل أخذه كما قال : * ( « إِذا أَخَذَ الْقُرى وهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَه أَلِيمٌ شَدِيدٌ [2] » ) * . كلام في مجلس في الخروج من حقوق اللَّه : 246 - ( قال ) وسألني رجل حضر مجلس الحكمة [3] ممّن دخل إلى دعوة وليّ اللَّه ممّن قدم من المشرق : إلى من يدفع ما / يجب عليه في ماله إذا هو انصرف إلى بلده ، وهو لا يدري هناك أحدا يقوم بأمر المؤمنين ؟ فقلت : إنّ أولياء اللَّه لن يخلوا موضعا من الأرض من جناح [4] لهم فيه ، واسطة بينهم وبين من همّ به من عباده ، فإذا أنت صرت إلى موضعك عرفت ذلك إن شاء اللَّه . ثمّ ذكرت ذلك للمعزّ ( عم ) فقال : نعم ما قلت له ، إنّ أكثر الناس يجهلون أمرنا ويظنّون أنّا لا نعنى إلَّا بمن شاهدناه وكان بحضرتنا ، ولو كان ذلك لكنّا قد ضيّعنا من بعد منّا ، وقد أوجب اللَّه ( تع ) على جميع خلقه ولايتنا ومعرفتنا واتّباع أمرنا والهجرة والسّعي إلينا من قرب ومن بعد ، كما أوجب اللَّه عليهم في
[1] الأحقاف ، 35 . [2] هود ، 102 . [3] مجلس الحكمة : انظر ص 435 . [4] الجناح ( ج . أجنحة ) وهو داعي الجزيرة . وفي الدعوة الإسماعيلية ، أن الوظيفة الأساسية للامام هي تعليم المعنى الباطني للدين ، وهذا يقتضي ترتيبا لأعضاء الدعوة الذين هم امتداد لشخص الامام ، ومن ثم وقع تسمية بعض الدعاة بالأجنحة ، وكذلك بالأيادي أي ان الدعاة هم أعضاء الامام ومساعدوه ، وكلهم يكونون جدا واحدا . لكن القاضي النعمان في كتاب « أساس التأويل » ( ص 70 ، 85 ، 87 ) يجعل الأجنحة في آخر مرتبة من مراتب الدعوة ، فتكون مراتب الدعوة كالآتي : الناطق ، الأساس ، الأئمة ، الحجج ، اللواحق ( النقباء ) ، الأجنحة . فالجناح هو الحد الأدنى الذي يتصل مباشرة بالمستجيبين . ( انظر كذلك جعفر بن منصور اليمن : تأويل الزكاة ص 357 . والفترات والقرانات ص 35 أ ، والسجستاني : إثبات النبوات ، ص 100 ) .