بسم الله الرحمان الرحيم كلام في / مجلس في الردّ على بعض المتكلَّمين : 220 - قال القاضي النعمان بن محمد : ذكرت للإمام المعزّ لدين اللَّه ( ص ) ما يقوله [1] القائلون بحجّة العقل . فقال لي : يا نعمان أتظنّ [2] أحدا يدفع أن يكون عاقلا ؟ إنّك لو سألت أيّ مجنون شئت أن تسأله ، عن عقله لقال لك : إنّي من أعقل الناس . فالناس كلَّهم يدّعون العقل وهم مختلفون في المذاهب . فمن ادّعى منهم حجّة عقله لمذهبه لم يعدم مخالفا له منهم يدّعي دعواه لنفسه ، ولكن ثمّ شيء يصحّ به قول [3] المحقّ وتبطل به دعوى المبطل ، ويميّز بين العقل والجهل . قلت : ما هو يا مولاي ؟ فأطرق ساعة متبسّما ثمّ قال : العاقل / هو المطيع للَّه ( عج ) العامل بأمره ، المنتهي بنهيه ، الآخذ عنه وعن أوليائه . والجاهل ، العادل عن ذلك ، المتعاطي علم ما لم يأت عن اللَّه ولا عن رسوله ( صلع ) . فهذا فرق ما بين العاقل
[1] أ : يقول . [2] ب : انظر ، أ : أتنظر . [3] أ : قدر .